الشيخ والشيخة.. وفاتح ماي!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

انتهى رمضان
«المكتوب.. علينا»..
و«كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم»..
المكتوب هنا قدر
فرض
وانتهت سلسلة، «لمكتوب»
أي الذي نكتبه نحن
الفيلمـ اقصد السلسلة التلفزية ـ
المكتوب هنا سيناريو
كتابة
لغة
حوارات
انتهت السلسلة،
وانتهى رمضان
سيعود رمضان
ولن يعود المسلسل
وقد يعود الداعية أو لا يعود
يبقى المكتوب مكتوبا
ويبقى الفقيه فقيها.
سينسى الناس الداعية الذي قاد حربا على المسلسل
وسينسون خطاباته إلا ما احتفظت به دائرة الفيديوهات
والفيسبوك والتيك توك..
سيُنسى لا محالة مثل كثير من الفقهاء الذين قادوا حربا خاسرة ضد المنتوجات التلفزية
عن خطأ أو عن…. خطأ!
ستبقى الحكايات جزءا من هذا المدى الممتد من العيطة إلى المرساوي، تراثا يقف تارة في وجه الباشوات الظالمين وتيارات عديدة ضد العقليات المغرورات وتيارات عديدة ترى الفرح دعوة شيطانية..
ستقف الشيخة وسط الأعراس لأداء وصلات من الفرح المشتهى والممنوع والمتعاظم في الأعماق..
وسيواصل كثيرون اختياراتهم، وسيختارون أن يزيفوا أحاسيسهم:
قبل الفقيه كان هناك بورجوازيون صغار ينظرون إلى الشيخات نظرة استعداء واستعلاء، وبورجوازيون فنيون يعتبرون الأهزوجة الشعبية انحدارا حضاريا وظل المغنية الشعبية جسدا من إبليس والتراث منطقة ظل غير مستحبة من روح شعب يقدسونه في كل شمائله إلا في رقصات الشيخات…
ستبقى الشيخة، كما أرادها العمق العفوي والمبدع..
كثير منهم لم يمتلك قوة «الجنرال خربوشة» وهي تقف في وجه القايد عيسى بنعمر
كثيرون لو وضعوا في الموقف ذاته لاختاروا الفرار
وربما ترك البلاد عوض ترديد الأغنية ضد القايد.
انتهى المسلسل ونحن نطرح السؤال:
من منا طرح الأسئلة التي تطرحها الشعوب أمام الشاشات عادة من قبيل :هل نجحت الفنانة في توصيل دورها؟
هل تقمصت الدور كما يجب؟
هل كانت الحوارات في مستوى الهدف؟
هل سنتذكر جملة ما أو فكرة أو مشهدا؟
هل المعالجة كانت فنية أو أخلاقية سطحية؟
لا لم نطرح السؤال، بل كان المضمر في المتابعة عند جزء منا (لنترك الداعية في دوره السياسي- الأيديولوجي الذي اختاره) هل ستدخل دنيا بوتازوت الجنة أم ستلتهمها النار؟
لأنها دلت المسلمين القانتين الصائمين على دليل شيطاني في الوجود المغربي..
فكر جزء منا أننا عرضة لمؤامرة جديدة نبتت في ذهن كاتبة شيطانية وفي دهاليز الدرك الأسفل من الخطيئة في….. دوزيم، كما لو أن الغناء الذي ترمز إليه الشيخات هو إنتاج طارئ في وطننا، وكما لو أن التلفزيون، في شخص دوزيم هو الذي ابتدع الشيخات في المغرب!
في الفكرة ما يجعل الشيطان والملاك باسمين، في هدنة لا تسمي نفسها، لأنهما غير معنيين!
ولست من الذين يعتبرون بأن صناعة هذا النقاش غير بريئة، بل اعتبر بأننا نناقش حسب ما يصله أحيانا نزولنا السريع إلى القاع، أو حسب ما نمتحن به قدرتنا على الإنصات إلى الحقائق في قلب المجتمع.
هو سؤال منا وإلينا، مهما أحاطت به من تخرصات واستفهامات..
في كتابة التاريخ أو في كتابة الحاضر، هناك ميل إلى تكليف السينما والتلفزيون بأسئلة التاريخ، وبأسئلة السوسيولوجيا، وأخيرا أسئلة الأخلاق: وهو تحريف غير مستحب في الإبداع..
===
ماذا تبقى أيضا من فاتح ماي؟
انتهت الاستعراضات وكلمات القادة.. انتهت الحفلة الباردة
سيعود فاتح ماي
وسيعود معه طاقمه الطبقي الصنديد..
لكن الصراخ كان باردا
أقرب إلى قالب من الأيس كريم
بلا حماس يذكر
يرفع العمال نشيدا للحرب الطبقية المفترضة مع وصول الباطرونا إلى الحكومة..
نكتشف من وراء الشاشات أن التعب أقعد الثورة وأحلامها والشلل يمنعها من أن تترك سريرها..العمال انقطعت أنفاسهم والحرب الباقية يلزمها أوكسجين جديد..
لكن الهواء قل كثيرا
التنفس أصبح صعبا
ويصعب معه الحديث عن حركة عمالية تقض المضاجع
لقد كنا نعرف الأزمة
لكن العيد أصبح بدوره عنوانا بارزا لها
لا أحد هنا ليستخلص العبرة..
ماذا تبقى لنا من أيام العمال ومن فاتح ماي؟
لا ذكرى يمكن غدا أن نرويها
لا موعد يمكن أن نقيس به الفرق بين يوم عاد ويوم عمالي ..
لا أغاني جديدة
ولا قشعريرة يمكن أن ترفعنا إلى صوفيين طبقيين يترنمون، مثل الأولياء..
لا أحد ينزل إلى الشارع مثلما ينزل هندوسي مؤمن إلى نهر الغانج.. هنا في هذا الشارع الطولي، في عاصمة الطبقات كان نهر بشري
لكنه جف وجف خريره الطبقي..
العمال ودكتاتورية البروليتريا يتراجعون
ويكتفون بالدفاع عن الـ «سميك»
والوظيفة المنبرية…
سندفع طبقة كاملة مقابل صوت في البرلمان!
هنا أيضا تركنا تشـ….ي غيفارا
وفتحنا التاريخ لإخوان تشيـ….خ ياسين!

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 05/05/2022

التعليقات مغلقة.