الليبرالية المسمارية الطويلة أو «مسمارك العاشر» الطالبي العلمي

عبد الحميد جماهري
تقديم لا بد منه:«مسمار ديال التجمع كبير ، خاصو الدق كبير باش يدخل وبالتالي سندق هذا المسمار. الى حدود النعش..» من فيديو لرئيس مجلس النواب والقيادي في الحزب الذي يرأس الحكومة.
كان لنا مسمار جحا وقصته نعرفها: جحا باع بيته وترك مسمارا واحدا مدقوقا في الجدار
ليس للبيع
وكان في كل مرة يزور البيت بحجة أن له مسمارا. فيه.
بعد مسمار. جحا الذي مازال مدقوقا في القصة والحكاية ..وفي كل صفقة بيع وشراء مفلسة من الأصل..
صار عندنا مسمار. الطالبي العلمي..
رئيس مجلس النواب في برلماننا العظيم ..
لم يبع لنا بيوتا
لا من حجر ولا من زجاج..
وإن باع لنا أوهاما كثيرة لا نعتقد بأنها تصلح لدق المسامير!
ومع ذلك يقول بأن مسماره كبييير!
وأنه يتطلب قوة وحيلة وقدرة لكي يدق عميقا
حتى آخر النعش!
لا أحد يعرف نعش من!
ولا نعش ماذا!
المهم أنه يهنئ رئيس الحكومة بالمسمار والدق الطويل و.. النعش الى آخرهم وآخر الانتخابات…
إذا لم يكن من الوارد أن مسمار. الطالبي مدقوق في الجدار، فإن تفكيرنا يذهب نحو … الموائد…
وهكذا نفكر بأن الطالبي دق مسماره.. في المائدة!
ولا ندري حقا إن كان مسمار الطالبي هو مفرد لمسامير »الميدة» والحق انه لا يمكن إلا أن نفكر في «الميدة» الطويلة التي تملكها الحكومة والاغلبية!
المغاربة يتحدثون عن «مسامير» الميدة ولا يعرفون أسماءها دوما:
ولعلها أول مرة يعلنون عن أنفسهم، صراحة وجهارا ونهارا قهارا
من أعلى مؤسسة في ملكية برلمانية
دستورية ديموقراطية اجتماعية..
وبما أن العلمي رجل دستوري، سيكون مسماره دستوريا أيضا..
وله نظرية: سنكون من الجيل السعيد طبعا أننا عشنا حتى سمعناها ورأيناها تطبق في السياسة والانتخابات .
لا أحد سيفكر بأن الليبرالية المغربية ستظل بدون نظرية مسمارية..
سنكون سعداء وممتنين لمن يعطي ليبراليتنا نظريتها:
فقد كان لليبرالية «الحرفية..» التي تدرس في المعاهد وتمارس في الأسواق والبورصات والكليات والمعاهد.. آدم سميت. وجان باتيست ساي وبنجامان كونستانت وجون ستيورات ميل..
ليبراليتنا لها الطالبي العلمي مِسْمارك( تيمنا بالسياسي الالماني الكبير بسمارك ) العاشر ( كناية عن مسمار 10) !
وكان للاشتراكية بيير لورو، وبروتون وجان جوريس وكاوتسكي…
الشيوعية كان لها كارل ماركس وإتيان كابي Capet
كان للفوضوية بتكونين وكروبوتكين
وللمدرسة المحافظة والتقليدانية إدموند بورك ولويس. دو بونالد..
وها هي الليبرالية المسمارية الطويلة عندنا قد صار لها الطالبي العلمي المسماركي..
وقد صار لليبرالية المسمارية منطقها ومؤسسها العظيم.. ولا يمكن أن ينعته قدحا. أيا كان بأن إيديولوجيته رخوة أو هي إيديولوجية ضعيفة بل هي إيديولوجية قوية : مساميرها طويلة تلزمها قوة ولا يمكن لأي أحد أن يصيبها باعوجاج!
أين ضرب الطالبي العلمي مسامير اللبيرالية الجديدة والتي طمأن عليها السيد عزيز أخنوش رئيس الحكومة؟
هذا حديث يهمنا حقا:بين رئيس الحكومة ورئيس البرلمان، رئيسان في .. دولة ملكية يتحدثان عن مسمار كبير سيفوزان به في الانتخابات القادمة؟
لا يمكن أن نظل بلا جواب ولا يمكن أن نمر على الأمر مرور الكرام:القضية فيها مسمار كبيييييير وصحيح ومضروب حتى آخر النعش .. الدستوري العظيم!
الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 20/08/2025