حقيقة ساطعة من حقائق اللجنة24 : الجزائر تحل محل الاستعمار الإسباني في معاكسة الحق المغربي

عبد الحميد جماهري

إن الحقيقة الواحدة والوحيدة التي تسطع من خلال تاريخ القضية الوطنية أمام اللجنة 24، هي أن الجزائر ونظامها ونخبتها قد حلت محل الاستعمار الإسباني في معاكسة حق المغرب الترابي.
فعندما نعود إلى بداية اللجنة، التي تسمى اليوم لجنة تصفية الاستعمار، سنسجل ثلاث حقائق مركزية، هي أولا أن المغرب هو الذي احتضن أول اجتماع لها، بعد تأسيسها بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي وقتها كانت تسمى اللجنة 17.
وقد كان المرحوم الحسن الثاني وقتها قد تولى العرش، وترأس اجتماعاتها، التي خرجت عنها العديد من التوصيات.
ولعل تصريحات عمر هلال بأن القضية انتهت من تصفية الاستعمار الإسباني لها تاريخ يجب التذكير به، وهو أن المغرب وضع قضيته أمام الأمم المتحدة لتصفية الاستعمار، واللجنة ذاتها التي نتكلم عنها توجد بها وثائق مغربية عن هذا المطلب الكفاحي، وكل أراضيه ومطالبه الترابية موضوعة ومسجلة في أرشيف اللجنة.
ولا توجد أية وثيقة، مهما صغر شأنها، تتحدث عن المغرب من زاوية «تصفية الاستعمار».
وإذا كان المغرب قد طرح قضية حقوقه الترابية منذ استقلاله فقد شهدت اللجنة ذاتها مناقشة الموضوع، وصدر القرار في أكتوبر 1964 الذي يطالب إسبانيا بتصفية الاستعمار في الصحراء المغربية.
وبعد ذلك جاء حكم المحكمة الدولية الذي كرس الروابط ، وأن كلام المحتل الإسباني بأن الأرض كانت خلاء وبدون انتماء سيادي إلى المغرب كان كلاما بدون معنى.
وبعد اتفاق مدريد انتهى الاستعمار، بكون المستعمر أقر بسيادة المغرب على صحرائه، بل وجه رسالة إلى مجلس الأمن يصرح فيها أنه لم يعد قوة مديرة وتدير شوون الصحراء كما يراد له.
الأكثر وضوحا أن الدولة التي كانت مستعمرة سابقا أقرت رسميا بحقوق المغرب على صحرائه في مارس 2022،
والحال أننا اليوم نعيش انتقال النزاع من تصفية الاستعمار، الذي تم في 1975، إلى نزاع إقليمي كرسته القرارات الصادرة عن مجلس الأمن.
المغرب يملك إذن المِلكية الشرعية والترابية على الملف، وهو الذي اختار أن يطرح الحكم الذاتي كحل ينهي النزاع بشكل سلمي مع المحافظة على سيادته، وهذه الحقيقة الثابتة الأخرى .
الحال اليوم هو انكشاف اللعبة، وانكشاف النظام الجزائري، بعد أن اقتنعت 100 دولة (من أصل 193) في الأمم المتحدة، بصدقية الحل المغربي وجديته وسلميته، وهو ما يجعل المغرب في موقع قوة أخلاقية وسياسية واقتراحية مكنت عمر هلال من الضرب بقوة، وأن يختار تسمية الأشياء بمسمياتها، ما تقوله القرارات الأممية بلغة ديبلوماسية يقوله عمر هلال جهرا وبقوة الحق.

الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 16/06/2023

التعليقات مغلقة.