حوار مع صديقي الغاضب.. 2/1

عبد الحميد جماهري
لماذا أنت غاضب يا صديقي؟
غاضب لأن سؤالا يذبحني من الوريد الى الوريد:
لماذا يخاف النزهاء
ولا يخاف الفاسدون؟
لماذا يشعر الأثرياء من ذوي الشبهة
بالراحة وهم يدخلون إلى المحاكم والادارات والجماعات والوزارات .
في حين نجد البسطاء من الناس، ومن يثقون في السلطات أكانت أدارية أم قضائية أم ترابية
يتوجسون فزعا،
كلما كانت لديهم قضية من القضايا؟
غاضب لأن كل هذا الاحتقان الذي نعيشه
لا نجد من ينظر إلى جمره الراكد تحت الرماد
بعين المصلحة الوطنية
وأن الوطن نفسه أصبح مجرد ذريعة لإسقاط الخصوم الإيديولوجيين
وخنق الناس
وإسكات الأصوات
وتتفيه المعارضات من أعلى منار الديموقراطية، البرلمان والحكومة..
وتسفيه الأحلام
ونشر الفراغ والسفاهة..
غاضب لأن لا أحد
يسمع إلى هزيم الرعد الذي يوهمنا بسماء صافية..
غاضب لأني أشاهد هذا ا الاستعراض الفاحش للثروة في مغرب فيه أزيد من أربعة مليون فقير مدقع حسب الأرقام الرسمية
أربعة ملايين فقير مطلق على حافة العدم السوسيولوجي..
ولكني من المغاربة الذين ليسوا ولن يكونوا ضد الثروة
وضد أصحابها..
من المغاربة لهم دعاء في ذلك: الله يزيدهم، واللي اعطاهم يعطينا..
من المغاربة يشعرون بالغضب عندما يجدون أمامهم من يتعالى عليهم بثروته
وينزع اللقمة من أفواه فقرائهم ويضعها في ثلاجته
وخِزانته
وخزْنته
ومخزنه.
المغاربة يزمجرون غضبا من كل الذين يتبجحون عليهم بالثراء الفاحش ويربطون بين ثروتهم وبين الوطنية
ويعتبرون أن ثروتهم …
واجب وطني.!
وأقصى حقوق الفقراء أن يسمحوا بها
ولو خارج القانون..
وانا غاضب مثل المغاربة الذين لا مثلبة لهم يقولونها عن القانون
الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 04/03/2025