شكرا لكنَّ .. فالمستقبل لكنَّ!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

لم نطالبهن بالمعجزة، وإن كن قد شرعن في الطريق إليها،
لكن طالبناهن بالجدية وبالأنفَة والقتالية، وكذلك كن، لبؤات فارسات مقاتلات شجاعات.. ولن يغيب عنا أنهن أعطين ما يملكن من طاقة ومجهود، وأنهن كن عنوان الجدية، كما امتدحها ملك البلاد وكما رأيناها في الأداء البطولي في منصات أخرى.. اللبؤات كن يواجهن في الواقع تاريخا من الكرة النسائية، الذي بدأ قبلهن وقبل دخولهن إلى المعترك الكروي، كن أمام فريق فرنسي عريق وله مدرسة ومنافسات وطنية ضاربة في .. القِدم والقَدم معا!
أول مباراة لعبتها المرأة الفرنسية كانت في 1917، وبالضبط في 30 شتنبر1917، حتى وإن لم يتم تشكيل فريق نسائي رسمي من طرف الفيدرالية الفرنسية لكرة القدم حتى مطلع السبعينيات، كانت المقابلة في فرنسا، ولعل هذه الأخيرة دخلت إلى العالمية، من خلال أول مباراة ضد انجلترا في 29 أبريل 1920.
وعندما كانت نساء العالم قد شرعن في تنظيم اللعبة على قاعدة المساواة، قانونا وتنافسا وقواعد مع اللعبة الذكورية في الستينيات، كانت المرأة المغربية ما زالت تملأ رئتيها بالهواء الحر، وبمناخ الدولة الحديثة للاستقلال.
ولن نبالغ إذا قلنا إن المرأة المغربية، كانت مازالت لا تعرف أركان الملاعب، ولا تدخلها، فعندما بدأت الفرق الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا (الحاصلة على لقبين عالميين 2003 و2007 وسبعة ألقاب أوروبية آخرها 2009 في فنلندا)، كانت المرأة المغربية بعيدة بسنوات كروية عن الملاعب.
والحقيقة أن بلادنا لم تراكم ما يكفي من التجربة والمهارة، سواء في البطولة الكونية أو في غيرها مما يسمح لأن نخضع الفريق النسوي المغربي لمعايير الحكم الصارمة المعتمدة في التقييم الرياضي.
في تقديري ليس مواساة وطنية أن نقول إن بناتنا حققن ما كان يجب أن يتحقق بوصولهن إلى ثمن النهاية..
وهي لحظة جرت كبريات الفرق النسوية العالمية للوصول إليها..
أضف إلى ذلك، يجب ألا ننسى أن وصول فريقنا الذكوري إلى ثمن النهاية في السابق كان يشكل حدثا، كما هو اليوم وصول بناتنا لبؤاتنا إلى ما وصلن إليه..
فالفريق الفرنسي راكم تجربة دولية، لا يضاهيه فيها لا الفريق الألماني ولا الفريق النمساوي…
ولقد كتبت أقلام كثيرة محترمة، وفي جرائد ذات صيت وشهرة، عن الأداء الفريد للبؤات، وعلينا جميعا أن نصفق وننحني احتراما للمرأة المغربية التي دخلت الملاعب في استراليا وصمدت أكثر من نساء دول لها باع طويل في المجال ..
شكرا لكنَّ ..فالمستقبل لكنَّ!

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 09/08/2023