قال أَوَ لمْ تُؤمن؟ قال بلى…

عبد الحميد جماهري

عن اللقاح – النموذج التنموي -مجيء بايدن -تقرير لجنة المحروقات …

لا يمكن أن تمر تطورات البيت الأبيض والكونغريس واقتراب تنصيب جو بايدن، بدون تساؤلات، تتسلل مابين الثقة في شرعية قضيتنا والاعتراف الأمريكي بالسيادة، وبين الهزات التي تروم الإطاحة بتراث الرئيس دونالد ترامب برمته.
كما لا يمكن أن يمر تعثر اللقاح الصيني بدون تساؤلات، تمس المستقبل القريب والمتوسط بالنسبة لانتشار الجائحة في البلاد،انتشارتزيده السلالات الجديدة ، وعجز الإجراءات المعتادة التهابا، وتزيد السلطات المختصة عجزا عن وقف زحفه الرهيب..
لن يَنقُص حبنا للبلاد، إذا ما نحن بُحْنا بالقليل من الخوف، ونَزْرٍ من الهواجس إزاء التعثرات، حتى ولو جاورتها البداهة بالفوز، التي تمس مشروعا كبيرا، أعطته الجائحة مبررات تاريخية للوجود السريع، هو مشروع النموذج التنموي الجديد، وتهييئ البلاد لنقلة جديدة، تسير مع ريادتها في الإقليم المتوسطي والإفريقي.
ولن نُخِل بإطلاقية الوطن الذي يكون على نـظارة دوما، إذا ما نحن أيضا أمعنَّا النظر في بعض السحب، التي تحيط بقضية دستورية تدبيرية تتعلق بعمل لجنة المنافسة التي شكلها جلالة الملك غداة ما وقع في مجلس المنافسة.
هي قضايا ، تحيط بها داخليا وخارجيا، عوامل تستوجب أن نستثير فينا غريزة القلق الإنساني على وجودنا ووجود مؤسساتنا و الحفاظ على رقمنا في المعادلات كلها.
لنبدأ بالذي كان موضوع حديث وزاري، منذ ساعات وهو التلقيح، لنؤكد أن مسافة التقدم التي حصلنا عليها عند ظهور الوباء، صارت تتقلص رويدا رويدا، حتى صرنا في مرتبة تبعث على القلق، وأيضا تبعث على التساؤل.
وهو باب تدخل منه أيضا أسئلة أوسع حول الاستراتيجية الكبرى للبلاد في موضوع دولي، استثمرنا فيه نقط الإيجاب، لكي نتفرد كمخاطب ومرجع ونموذج في التدبير الجيد، وقد نفقد، بسبب أشياء لا علاقة لها بالتوجهات الثابتة للبلاد، نقطا نحن في حاجة إليها داخليا ، بمبررات شعبية وإنسانية أكبر.
فقد أعطى السيد ايت طالب، وزيرنا في الصحة والوصي على القطاع الذي يتحدث وسط الجائحة،تاريخا لتحقيق المناعة الجماعية، ولكنه عجز أن يحدد تاريخا لوصول اللقاح وتاريخا لبداية التلقيح.
وزير الصحة المغربي يقول إن بإمكان البلاد بلوغ المناعة الجماعية ضد كورونا مطلع ماي القادم،
لكن نفس الوزير يقول «هذا الهدف يمكن بلوغه بناء على جدول عملية تلقيح تستغرق 12 أسبوعا «..
ليكن ، تمام التمام..
متى نبدأ لكي نعرف متى ننتهي؟
بخصوص موعد انطلاق التلقيح،لم يجد الوزير في الأجندة المفترضة أي تاريخ ممكن يمنينا به!
وبنى اليومية للمجهول..
وقال إنه « لا يوجد تاريخ محدد حتى الآن..
لكن الاستعدادات جارية وتم اتخاذ كل التدابير لذلك».
سؤال الخائف العاشق لبلاده: كيف يمكن أن تعرف تاريخا محددا للنهاية-وصول ماي والمناعة الجماعية – إذا لم تكن تعرف تاريخ البداية – تاريخ انطلاق التلقيح؟
هو سؤال تشترك في طرحه السلحفاة والأرنب، بناء على أحجية السباق..
هو أمر يعيدنا إلى الانطلاقة
ويطرح علينا سؤال الوصول!
وفي المسافة بينهما
نقول إن من حسن الحظ أن الحق في الخوف يعلمنا أن نقلق مثل أم أو مثل جندي، على هذه البلاد.
من حسن الحظ أن الشك،في ما يقوله الوزراء، يعطينا جرعة لا تنتظر طائرات تحملها إلينا، بل قدرة بسيطة على التفكه
ولنا أن نختم بالخوف العاشق: أ إذا كان نصف الكأس مملوءا، ونصفه أوانقص منه قليلا فارغا، هل يمكن أن نصير ضحية للجانب الممتلئ، وتميل العين إلى ما يشبه السراب البصري من شدة التحديق فيه؟

الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 16/01/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *