كيف نفكر في مرحلة ترامب ؟

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
يبدو وكأن المغرب قد حصل على سقف مطالبه الوطنية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حتى إن ما عدا ذلك يبدو تحت السقف الوطني،.. وهو مبرر معقول، ومنطقي في «الاكتفاء »المغربي، وعدم البحث عميقا في الترتيبات الممكن أن تفرزها سياساته العديدة، في العلاقة مع أوروبا، وفي العلاقة مع الصين، وفي العلاقة مع قضايا الشرق الأوسط التي تقنن وتكيف قسطا غير يسير من السرديات الوطنية والمزاج الوطني الشعبي والرسمي، وتحدد بكيفية أو أخرى معادلات التوازن السياسي الداخلي .. بين أطراف المعادلة الوطنية الداخلية..
ويبدو أن المسؤولين، الاقتصاديين منهم والسياسيين، لم يفتحوا بابا للحديث عن التأثيرات المتوقعة لقراراته الاقتصادية، من جهة، ولقراراته في تدبير العالم والعولمة من جهة ثانية.. وقد يقتضي ذلك استكمال عناصرpuzzle رقعة «”البوزل”» الدولي، حتى تتوفر الصورة الكاملة ..
ونحن في المغرب معنيون بدرجات متفاوتة بكل مواطن القرار الأمريكي الصادر عن الإدارة الجديدة، بل يمكن قراءة قراراته من. زاويتين اثنتين على الأقل، وإن كانت رسومه الجمركية لن تثير الكثير من الأمواج في حياتنا الاقتصادية الهادئة.
الزاوية الأولى وهي المتعلقة بقرار «إنهاء العولمة» كما تم التعارف عليها دوليا!
وتكون الترامبية بالنسبة للوزير الأول السابق في فرنسا دومينيك دو فليبان، ليست هي مرض العالم بل هي مجرد عارض من أعراضه الظاهرة»، ففي كتابه الجديد الذي تم توزيعه في 7 أبريل، يوم أول اثنين من هذا الشهر، هي عرض من الأعراض التي وإن اختفت لن يختفي المرض مع اختفاء صاحبه، ويتحدث وزير أول جاك شيراك عن« المعادلة الإمبريالية الجديدة». والتي تريد الولايات المتحدة من خلالها أن تجد الجواب على الاستنزاف العالمي البروميتي»(نسبة إلى بروميتيوس) الذي كان… وانهياو رعالمها الذي تعيش تحولاته!
ومن علاماته أن العالم الأمريكي لم يستوعب بعد بأن الأرض محدودة الموارد، مقابل اكتشاف بترول جديد يتمثل في «القضية الهوياتية، باعتبارها النفط الحقيقي للسياسة المعاصرة»!
ترامب إذن في حالة رد فعل، لقوة عظمى مهددة في الداخل ولكنها مهددة بالتراجع في ترتيبها الدولي .. الذي احتلت فيه المرتبة الأولى كقوة وحيدة منذ بداية القرن الماضي 1910)..
مقومات هاته النظرة نجدها عند خبراء آخرين في الاقتصاد والاستعلامات الاقتصادية: التي تسعى إلى فهم.. حرب ثلاثية الأبعاد فيها الصين وأوروبا والولايات المتحدة..
ـ والواضح أن دراسة لهذه المؤسسة الدولية
( CEPIIفي دجنبر 2021) حول مستقبل العالم، تحمل أخبارا غير سارة لأمريكا.باعتبار أن صندوق النقد الدولي يضع ترتيبا جديدا للاقتصاديات القوية في العالم في أفق 2050 تكون بمقتضاه المرتبة الثانية لأمريكا بعد الصين تليها الهند في الرتبة الثالثة واليابان وألمانيا .. أما نيجيريا كأول قوة إفريقية ففي الرتبة السابعة!
في2075 تتقدم الصين ثم تليها الهند وأمريكا في المرتبة الثالثة، حسب ما تقدم به أصحاب الدراسة المؤسساتية…
أمريكا في تقدير ترامب، تتعرض للنهب! والسبب هو الحروب والمساهمة في الأعمال الخارجية، لهذا يجب أن ينسحب من الحروب، وإن أجبر بعضها على وحشية أقوى لكي ينهيها بسرعة كما في فلسطين. وفي أوكرانيا ! وينسحب من كل منظمات العالم التي تتطلب مساهمة من أمريكا. وتوفير النفقات الإدارية، والتي جاء بإيلون ماسك لإدارتها بسرعة وبعمليات جراحية..
وهو ما يعني، إجمالا، التقوقع داخل السوق الداخلي وتوقيف الهجرة والعمل مع الأغلبية البيضاء مع ترويج قناعة تقول بأن «نخبة المليارديرات هي أفضل نخبة في خدمة المواطن. الأمريكي البسيط والمهدد بالفقر»!! أضف إلى ذلك، تطوير الصناعة الأمريكية الداخلية والمحلية…
يتبع
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 08/04/2025