من واجبنا أن نحب
عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
من واجبنا أن نحب، بلغة أقل قسوة من اللغة الأم …
لغة تصير سكينا أو محرقة… نحب في كل كلمة، في كل حركة. نحب بفتح نافذة، نحب بالدخول إلى حديقة أو حانة، نحب ونحن نلحس واجهات المكتبات بعيون ترى كل كلمة حب بين الدفتين…
نحب ونحن نتجول بين الرفوف، وفي زحام الحافلات، وفي هدوء الانتظار، ونحن نجري باتجاه القطارات السريعة، ونحن ننتظر بعضنا في يوم ماطر…
نحب وأنا أمسح عن الجبين
ماء طارئا
وأنت تمسحين اليأس عن الذاكرة…
نحب بكل حركة تدل على الحياة
أو تدل على العبير…
نحب بمسح زجاج النظارات، نحب ونحن نُغمِّس بعضنا في بعضنا
في عناق حار…
نحب، بلغة أقل قسوة من اللغة الأم: لغة العينين أو لغة اليدين في أغنية إسبانية، نحب وندخل سينما، أحب أن أنظر إلى »سيمون دويل« يقبل كليوباترا، وأرى غيرة »ايفلين دو جيلبيرت. في القاعة المعتمة يمتد الشاطئ ذهبيا، وكل الجالسين يشاهدون نفس الحب، وملامحي على الرمل تشبه سرب النحل يطير إلى ملامحك في الموج…
نبحث عن كلمة أقل قسوة لنخدش بها القلب.
آااااه القلب: لو كانت السماء تمحضني عنايتها لأعطتني قلبا أقل هشاشة من هذا:
أقسمني إلى اثنين فيك: رائحة شكولاطة وهديل اليمام،
لون الحبق وعطر النعاس …
لا فرق في الحب عندي بين ليمونة نقشرها تحت المطر ورسالة بدمي..
بين بلادة العاشق ورقة ملاك..
أنفجر عاشقا وأستشيط كلمات.
على رصيف المدينة الطويل،
نسكب نهرا نحن نراه
ونحن نضحك وندعو المسافرين إلى جنون الجسد…
جسدي زقاق
بمعطف طويل
وجسدك ظل الأغنية بقميص صوفي…
نهاراً، في المقهى
نحمل الكلام بمنقار قبرة
وليلا في سرير معزول
نحمل الحب في سلال المنام…
ينتهي الحبيبان من بعضهما ولا ينتهي الحب، هي وصيتك: لو ضِعتُ، سيبقى الحب واصِلْهُ، تحداني كثيرا فيه بعد أن نصير، كما تحلم اللغة أن تصير قوس قزح…
نحب فتفزع اللغة لو يحفرها القساة نقشا على شاهدة …
نحب في ابتسامة ثغر على سيف أو في آثار عضة على التفاحة..
نحب في ضيق السعادة
عن جسدينا
وفي فسحة الحيرة
عندما لا نعرف وصفها…
نحب في بساطة كوخ بين الفقر والسلطة، أو في الحزام الأخضر خارج المدن.
نحب في سرد ينفق أفراحه بلا مبالاة…
وفي شعر يحصد أحاسيس الناس ..نحب لأننا نريد لهذا الحب أن يتسع..
===
اكتبي الآن العبارة الأخيرة !
آاااه، نحب ونحن نبكي، نحب ونحن نضحك!
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 14/02/2022