نحن أمة‮ ‬غريبة حقا‮

عبد الحميد جماهري

نحن أمة‮ ‬غريبة حقا‮: ‬
نختلف حول الديبلوماسية،‮ ‬
وما زالت السياسة لم تقم بعد!
كذلك‮ ‬يحدث في‮ ‬التفاوض مع العدو
وفي‮ ‬تحديد الصديق..
ونضيف الصديق إلى العدو بجرة رصاصة
ونمنح العدو أصدقاء جدد منا..
‮ ‬نحن أمة‮ ‬غريبة بالفعل‮ ‬
نختلف حول‮ صحيح الإيديولوجيا
وإن كان الوطن ما زال مجرد احتمال بين السطور‮ ‬
وبين الثنايا‮ ‬
وبين القبور‮..‬
ونحن أمة غريبة حقا:
نستعذب النوم في‮ ‬العواصم التي‮ ‬تقدم لنا نسختها عن وطننا العالق في‮ ‬النوايا‮.‬
دمشق حينا‮ ‬
وبغداد حينا
وطهران أخرى…
أو بيروت شقيقة الفروسية‮ ‬والمعلقات‮..‬
نحن أمة غريبة..
باسم الوطن نختلف عن حظ كل شهيد من الأرض:
كم من متر مربع يكون للشهداء
رفاق غسان كنفاني
وكم من متر مربع يليق بشهداء فتح
وكم يسع أبو جهاد وكمال عدوان
من مساحة لوطن في الأعالي
وكم سيرث الشهداء من حماس من مربع أو من زاوية؟
ونحن مختلفون حقا
في الموت وطريقتنا في مداعبة العدم:
من يصلي وراء القتيل
إذا سميناه القتيل ؟
ومن يدخل معه الجنة
إذا سميناه الشهيد؟
وأي اللحى تليق بالرهبة الربانية في الغيب:
هل نتبع رائحة السيجار..
لنصل إلى لحية غيفارا في الفردوس
أم نتبع رائحة المسك
لنصل إلى لحية عياش في الخلد الأعلى..؟
نحن أمة غريبة:
نتهم القتيل بأنه قتيل
لم يختر عدوا يتركه على قيد الحياة
إذا ما استبد به الحنين إلى الحرية
نحن أمة غريبة الأطوار:
نترك القضية الأساسية
في حرية البلاد
ونشتم بعضنا بخصوص
ما يتفرع عنها من خطط!
نحن أمة غريبة الأطوار
نفكك الأوطان التي في حوزتنا
ونقتل بعضنا
ونوزعها مثل فطيرة نادرة
ونصرخ طلبا لوطن عزيز،
لا نرى خدمة نقدمها له سوى أن نُمعن في الشتات!
نحن أمة غريبة فعلا…
نصدق أننا أمة
ونجتهد طويلا في .. تمجيد القبائل!
نحلم بتوجيه الأمم في الخيال
تحت رايات كونية
ونستخف بالأوطان
وحدة كل كيان!

الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 13/08/2024