2 – الجزائر وإغراءات الحرب…
عبد الحميد جماهري
أفق جديد لعلاقة الأمم المتحدة مع المغرب
2 – الجزائر وإغراءات الحرب…
يقِلُّ كثيرا، إن لم يكن من النادر، أن يحمل تقرير أممي حول الصحراء تخوفات واضحة حول عودة اندلاع النزاع العسكري.. معبر عنها بلغة لا تحتمل التأويل أن القراءة بين السطور والنوايا، كما هو حال التقرير الذي صدر في 10 أبريل الجاري عن السيد انطونيو غوتيريس.
لم يكتف التقرير بالتعبير عن «قلق عميق إزاء استمرار تواجد عناصر مسلحة من جبهة البوليساريو بمنطقة» الكركرات، بل ذهب إلى حد الحديث عن الوضع السائد الذي …«يهدد بانهيار وقف إطلاق النار».
وليس لهذا الانهيار من معنى، سوى أن تعود المنطقة إلى ما قبل قرار وقف إطلاق النار سنة 1991، وذلك بعودة النزاع المسلح.
غير أن التأثير لن يقف عند حدود الصراع، ولا في مناطق الصحراء، وبين أطرافها، بناء على تقدير الأمين العام .. بل «سيكون له تأثير خطير على الأمن والاستقرار بالمنطقة».
والتوضيح المفصل يتحدث عن مآلات كارثية: إذ أن الخيارات المتاحة أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي منحصرة بين:
1 – استئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين بحسن نية.
2 – ذهاب المنطقة إلى خيار حرب بين المغرب والبوليساريو.
والخيار الأول، يفرض: إعادة تقييم مسار المفاوضات وجعلها أكثر جدية؛ ملتزمة بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة؛ ويأمل الأكثر تفاؤلا أن ذلك قد يعطيها روحا جديدة.
غير أن التقدير المضمر، لا يقف عند الجانبين، بلادنا وانفصاليي البوليزاريو..
فالمضمر غير المتمنع في التقرير هو يتحدث عن الجزائر، في زاوية المخاطر الحربية ويدعوها إلى المساهمة الجدية في الحل.. وهو ما يعني أن عدم السير في طريق المساهمة الإيجابية لا يعني سوى أنها تخلق، موضوعيا، شرط الحرب..
ومن هنا فإن التقرير، عندما يتحدث عن خيار الحرب، كحل يحتمل 50 % من الحظوظ في الحدوث والتحقق، تملك الجزائر فيها أكثر من …100 % !
الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 13/04/2017