الأم المغربية شخصية السنة
عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
لماذا هذا الاختيار؟
هي الأم شخصية العمر، هكذا يمكن أن نفكر عندما نقترح اسمها شخصية لهذه السنة، ولكن لأن السنة كانت فريدة، بمثابة انفصال المغاربة عن صورة قديمة عن أنفسهم بمناسبة المونديال، نعود إلى الرحم الطيبة، والحضن الشاسع بإرادة الله، نعود إليها لنعطي عنوانا بارزا للعام الذي نودعه.
في كل تنوعها البهي، كانت الأم المغربية حارسة نار الأمل وجذوة الفرح وزغرودة التشجيع التي تدفع الأبناء إلى كتابة آيات الاعتزاز المغربي..….. بالأقدام…
الأم الفقيرة
خادمة البيوت، والأم عاملة النظافة في المطارات،
الأم ربة البيت
والعاملة المهاجرة،
بائعة الورد والخبز،
هذه الأم التي رقصت في ملاعب العالم رفقة ابنها،
هذه الأم التي وضعت الجنة تحت أقدامها
الأم نفسها…. التي حملت سلة الفرح فوق رأسها…
وجابت بنا العالم.. عبر الأناشيد والرقص والشعارات… والرايات !
هذه الأم التي من أجلها غيَّر المغرب تشريعاته، وأعطاها حق البُنوة القانونية، وبها دخل لاعبون مرموقون مثل الجميل بوخلال تحت راية الوطن، وباسمه..
هذه الأم المغربية، سيدة القلب والأهازيج والخزان الطبيعي للروح المغربية، حارسة نارنا، سيدة العتبات المستقبلية…
هذه الأم التي صارت رمز تحضرنا وتمدننا وحداثتنا
ورمز ثوابتنا الضاربة في عمق الهوية والثقافة والتاريخ..
هي التي نحملها اليوم كل شحناتنا الدافعة نحو اكتمال الهوية بجسارة التمدن.
الأم التي توجت حضورها في صورة دخلت التاريخ وأبهرت الأراضين عندما دخلت القصر الملكي واحتضنها ملك البلاد في ذلك الحفل البهي، هي التي أدرك ملك البلاد والبلاد معا أن الفرحة لن تكتمل إلا بوجودها في بوديوم التكريم والاحتضان والاعتزاز الملكي..
لهذه الأم نرفع مناقير محبتنا
ونتوسل خبز روحها
لنحيا حياة تليق بها وبنا.
هذه الأم التي ستواصل كدها واجتهادها وحرصها وحدبها لكي يواصل الأبناء والبنات الطريق ..
الأم التي تسهر إلى ساعات متأخرة من الحب
وتستيقظ في ساعة مبكرة من الأمل
لكي تستمر البلاد في استثنائها وفي تميزها العالمي
هي الأم التي سنظل نحملها كدمعة ماسية من الفرح
في القلب..
ونرعاها كإشراقة سماوية في الروح..
سيدة السنة التي نودع
والسنوات الخضر القادمات كسنابل!
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 31/12/2022