الأمن ومحاربة الإرهاب: بين سعة الاحتضان و… ضيق التشويش! 2/2

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

حملات، نعتقد بأن خطورتها ستتزايد كلما اقتربت مواعيد حاسمة في المغرب: أولها كأس إفريقيا، والذي يجعل الأمن في مواجهة ضغط دولي كبير، وفي سياق إفريقي ندرك جميعا أزماته، وإسقاطات ما يحدث في الشرق الأوسط وعودة التهديدات الإرهابية العابرة للأوطان.. وثانيها احتضان المغرب للجمعية العامة للأنتربول في نونبر القادم…
ستلتقي العديد من الروافد( والروافض) في التشهير، محاولة التشكيك في مصداقية أجهزة الأمن المغربية، بأكبر وأعتى حركات الإرهاب، مع ما سيجره ذلك من حسابات لا تريد للمغرب أن يسهر على أمنه ويعمل لتقوية مركز البلاد في المعادلات الإقليمية والقارية، وبالتالي ستتعدد أشكال الهجوم وتغليفه بمظاهر خادعة ولا شك..
المس بالأجهزة السيادية، بالنسبة لمن يؤمن بها وضرورتها في صناعة الشرط المؤسساتي للتقدم وتوسيع مجالات المشاركة الشعبية ومقومات التنمية يمثل عملا شعوريا أو لاشعوريا لخلق بيئة تسهل عمل المخططات الإرهابية..في لحظة فارقة من لحظات البناء الوطني وبناء القوة الإقليمية الفاعلة..
‮ ‬لعل الأرقام أصدق أنباء مما نكتب،‮ ‬وذلك واضح من نتائج استطلاعات الرأي‮ ،‮ ‬التي‮ ‬كشف أحدثها والذي‮ ‬أجراه المعهد الملكي‮ ‬للدراسات الاستراتيجية،‮ ‬ارتفاعا بقرابة‮ ‬10‮ ‬نقط‮ ‬لمؤشر ثقة المغاربة في‮ ‬مؤسسات الأمن،‮ ‬إذ ارتفع من‮ (‬77٪‮) ‬في‮ ‬عام‮ ‬6102 ‬إلى‮ (‬85٪‮) ‬في‮ ‬عام‮ ‬2023‮.( ‬ولعل الفترة لها دلالتها العالية إذا استحضرنا أن سنة‮ ‬2016‮ ‬كانت السنة الأولى التي‮ ‬تولى فيها عبد اللطيف حموشي‮ ‬المسؤولية،‮ ‬وهو ما‮ ‬يغنينا عن أي‮ ‬تعليق‮) .. ‬وقد‮ ‬يقول قائل‮: ‬لماذا إذن الحديث عن حملات تشويش إذا كانت محدودة الآثار،‮ ‬ودائرة‮ تأثيرها في‮ ‬أوساط المواطنين والمواطنات،‮ ‬ضيقة ؟‮ ‬وهنا نقول بأن التنبيه إليها‮ ‬ينبع من‮ ‬المصلحة المفترضة للكثير من الأطراف‮ في‮ ‬خلق مناخ‮ ‬موبوء ‮‬يمكن أن‮ ‬يرافق أداءها لمهامها‮،‮ ‬وقد‮ ‬يتسع ليشمل مؤسسات أخرى،‮ ‬لها أدوارها المركزية في‮ ‬تحصين البلاد في‮ ‬ظروف بالغة التعقيد‮، ‬وهو شيء‮ ‬يسترعي‮ ‬انتاه فاعلين كثر منهم‮ ‬سياسيون وحزبيون‮ ‬ومتتبعون لأحوال الطقس الوطني‮ ‬العام‮..‬.
ومع ذلك،لا بد من التصريح علانية بأن في الحملة الكثير من التلبيس، والخلط اللاأخلاقي بين النجاعة المهنية والجدارة الأمنية في توفير السلم الداخلي، وبين الحديث الملتوي والمزاعم الديماغوجية عن الدولة البوليسية.. في المغرب!( وهو موضوع سبق لنا أن تناولناه في سياق مماثل : انظر كسر الخاطر الصادر في حلقتين يوم 29/03/2021 بعنوان نقاش هادئ وغير محايد تماما: الدولة البوليسية والبوليس السياسي …

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 05/07/2025