الصحراء: 8 مميزات لـ «أبريل» الجديد!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

1 ـ لعلها المرة الأولى في تاريخ القضية الوطنية أمام المحافل الدولية، التي يكون فيها شهر أبريل شهرا«عاديا» مثل كل شهور السنة، أو يكاد ! أي شهرا من طبيعة خاصة لا تجعل منه فزاعة ترفع في وجه المغرب.
هذا الشعور الذي عبر عنه ملك البلاد منذ ست سنوات يوما عن صدر يوم، إبان القمة المغربية الخليجية، في 20 أبريل 2016….
اليوم، وبعد ست سنوات بالتمام والكمال سيكون ملف الصحراء أمام مجلس الأمن، لكن بدون ذلك الشعور الذي عبر عنه الملك وقتها، عندما قال: «مع التمادي في المؤامرات، أصبح شهر أبريل، الذي يصادف اجتماعات مجلس الأمن حول قضية الصحراء، فزاعة ترفع أمام المغرب، وأداة لمحاولة الضغط عليه أحيانا، ولابتزازه أحيانا أخرى».
2 ـ ولعله الشهر أبريل الأول الذي ستناقش فيه القضية الوطنية، في مناخ مخالف تماما، وفي سياق مرجعي مغاير لما كان عليه الأمر منذ سنين…
واضح أن أبريل في الأجندة الوطنية، هو شهر الإحاطة علما بدون قرارات وبدون رهانات كبرى تدور حول المعايير التي يدور حولها فلك النزاع والمواقف التي تعبر عنها المجموعة الدولية.
ولعلنا نذكر كيف أن الإدارة الأمريكية الجديدة قد حاولت في السنة الماضية، مع تسلم جو بادين السلطة في البيت الأبيض، واقترحت بلاغا يصدر عن اجتماع أبريل تلك السنة، بدون أن يكتب له الصدور…غير أن الموعد، كما قال جلالة الملك، كان فزاعة دوما، وكان فيه مهاجمة المغرب بكل الوسائل، ومنها الضغط والابتزاز!
3 ـ في جدول الأعمال أمام مجلس الأمن، وفي المناخ الذي ذكرناه، نقطتان أساسيتان، كانتا موضع تقديرات مختلفة من لدن الأطراف المعنية بالقضية الوطنية:
إحاطة ستيفان دي ميستورا، عن الجولة التي قام بها مباشرة بعد تعيينه من طرف مجلس الأمن ممثلا شخصيا للأمين العام، وسيطلع أعضاء المجلس على نتائج اتصالاته التي قام بها في المنطقة، من الرباط إلى مدريد مرورا بنواكشوط والجزائر وتندوف، كما سيقدم تقريرا عن اللقاء الذي أجراه مع مجموعة «أصدقاء الصحراء» التي تضم روسيا وفرنسا وأمريكا وبريطانيا وإسبانيا…
وينتظر أعضاء مجلس الأمن ومعهم الأطراف المعنية تقديمه لنتائج الجولة ولمواقف كافة الأطراف وما يتعلق بحظوظ نجاح الموائد المستديرة، التي وضعتها قرارات الأمم المتحدة كوسيلة وحيدة في حل النزاع.
4 ـ الإحاطة الثانية تتعلق بعمل رئيس بعثة المينورسو..
ومهمة وقف إطلاق النار، وما تعرضت له من معاكسة تمثلت في مواجهة القرار الأممي، الذي وضع النقطة على الحرف بهذا الخصوص! بتسميته الطرف الذي يعارض ويعاكس مهام المينورسو ويعلن انتهاك وقف إطلاق النار.. رئيس بعثة المينورسو سيقدم حقيقة الوضع، وحقيقة «الحرب غير المعلنة» التي تسوق لها الجزائر!
ونذكر تصريحات ناصر بوريطة وما ورد في نص القرار 2602 حول خرق وقف إطلاق النار، حيث أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عبر عن «انشغاله العميق»، و«أننا نعرف الطرف الذي أعلن انسحابه رسميا من الاتفاقيات ذات الصلة، في وقت جدد فيه المغرب التزامه باحترام المقتضيات» بلغة بوريطة، إضافة إلى مضايقات المليشيات المسلحة لحرية تنقل (المينورسو) «معرضة للخطر» ولاية البعثة في مراقبة وقف إطلاق النار على أرض الميدان.
وعليه فالأمر يتعلق برسالة قوية إلى الجزائر و«البوليساريو» بأن المجتمع الدولي لا يسمح ولن يسمح باللعب بالاستقرار في هذه المنطقة.
5 ـ ومن المرجح أيضا أن الاجتماع سيكون تحت تأثير امتدادات القرار الأمريكي الذي أحدث المزيد من الفرز والمزيد من الوضوح دوليا وسمح بانتصارات حاسمة للمغرب من خلال تغير مواقف ألمانيا وإسبانيا، اللتين تمثلان أول انعكاس إيجابي لهذا القرار، باعتبار أن الدولتين كانتا من المعارضين له وأصبحتا من المدافعين عن توجهه في قضية الصحراء المغربية.
الاتحاد الأوروبي، الذي سعت الجزائر وجنوب إفريقيا ومن يدور في فلكهما إلى اعتباره شريكا في تدبير الملف، في محاولة منهما لنزع الاطلاع الحصري لمجلس الأمن والأمم المتحدة في معالجة الملف، الاتحاد الأوروبي هذا جعل موقف إسبانيا موقفا له، بوضوح شامل، لم يبق بينه وبين دعم الحكم الذاتي من طرفه سوى خطوة صغيرة..
6 ـ الاجتماع، سيتم قبل الانتخابات الفرنسية، بأربعة أيام ( 24 أبريل)، ولا شك أنها سترخي بغير قليل من الظلال على الانخراط الفرنسي في إعلان موقف متقدم لما أعلنته إلى حد الساعة، حتى أنها تبدو متأخرة قليلا عن إسبانيا وألمانيا وما تمثلانه بالنسبة للاتحاد الأوروبي: الأولى هي المفاوض الأوروبي عن الهجرة.. والثانية هي الحليف الأكبر في الاتحاد الأوروبي، في وقت تشهد بريطانيا مزيدا من التقارب مع واشنطن والمغرب.. وهي التي ترأس الاجتماع بعد أن دعت إلى انعقاده.
7 ـ ولعل البلد الذي يجد نفسه محصورا في زاوية ضيقة للغاية، سواء إزاء الدول الأساسية في أوروبا، أو في جناح الأمم المتحدة المخصص لمجلس الأمن هي …الجزائر، التي اعتمدت مواقف بهلوانية وعبثية أحيانا، ما بين التهرب من مخرجات القرار 2602، وعلاقته بمهمة «ستافان ديميستورا»، أو من زاوية انسجام مواقفها هي ذاتها، باعتبار أنها حضرت الجولتين الأولى والثانية ومثلها في إحداهما، رمطان لعمامرة، الذي يتولى مهام الخارجية حاليا ويعبر عن الهروب إلى الأمام…
والحال أن نخبة «قصر المُرادية» هي التي جعلت من استئناف المسلسل السياسي حصان طروادة، وهي التي راسلت الأمين العام الأممي حول الموضوع، وهي التي طالبت بتعيين مبعوث شخصي له في القضية…
ومن ضيق الزاوية أنه ليس لها من بديل سوى البحث عن العودة إلى ماقبل! 1991
8 ـ ولا شك أن المغرب ينتظر موقف موسكو في هذه الإحاطة.. ويتابع لغة الممثل الروسي في المجلس أثناء المناقشات.
ولاعتبارات عديدة، منها المواجهة التي ستتم، في نظر موسكو، بين روسيا وأمريكا، بمسافات ديبلوماسية بعيدا عن أوكرانيا.
وهناك، ولا شك، العنصر المتعلق برئيس بعثة المينورسو الروسي ألكسندر إيفانكو، الذي حل محل الكندي كولين ستيوارت، إضافة إلى أن روسيا عضو من مجموعة أصدقاء الصحراء…

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 19/04/2022