المتنبي، وامرؤ القيس وحاسة الشم السياسية!
عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
هناك قانون في استعمال «الكيف» يتجاوز كل نوايا المشرعين، وهذا القانون مفاده:
من ذاق الكيف يعود إليه، بالجملة أو بالتقسيط..
وتبدو لي الحالة السياسية العامة للطبقة »المتناقشة« حول القضية خاضعة لهذا القانون:ما إن بدأناه حتى غرقنا فيه، لهذا لا يمكن أن ننساه أبدا.. سواء كنا “مبليين”، أو مجرد ذائقين عابرين..
ومن له حاسة الشم، سياسيا، شمها وهي طايرة فالسما، شم التحول من بعيد مع سَحب «الكيف» من لائحة المخدرات الخطيرة…
ومن يملك حاسة الشم، تجاريا، شم الربح في الزراعة والاستعمال والترويج…
هناك من سيعود إلى موضوع «الكيف»، وهو» «مقطوع»، ومن الأعراض ظهور حالة اضطراب وارتباك وسرعة في الغضب والنرفزة، وصاحبه لا يستعيد هدوءه وتركيزه إلا بعد أن ينال جرعته.
قانون «الكيف» الحي يخضع أيضا لمنطق «التجريع»، جرعة جرعة يهدأ النقاش، ومع المدة تميل الأجواء إلى الرصانة والتعقل والهدوء، لا تتخللها سوى حركات التنفس البطيء…
وهذا هو التكيف المقصود في النقاش السياسي الحالي، فالطبقة السياسية بدورها تكيفت مع الوضع، وبعضها سارع إلى «تقنيب» السياسة، من القنب الهندي، وهو يميل في ذلك إلى تقليمها، نقول قنَّب شجر العنب أي قلَّمه.
الـ «كيف» يصنع عالمه السياسي وقوانينه الدولية، كما يصنع الطب الخاص به:
وهو في هذا الوقت عنوان السلامة: من شمه فهو يجري الاختبار العالمي بنجاح، ويثبت بأنه غير مصاب بالكوفيد وعلامة الشم علامة أساسية في الاختبار، ومن يقطع رائحة «الكيف» لا بد من أن نشك فيه أو نشم فيه رائحة مشكوك فيها!
الشم، حاسة سياسية، أي أن صاحبها «يشمها وهي طايرة»..
دعونا من هذا:
للـ «كيف» آثار وإني راحل! هكذا صاح الأستاذ عبد الإله بنكيران: على إيقاع “للنيل عادات وإني راحل” لأبي الطيب المتنبي..
وهو أمر سيكون له ما بعده..
ومن قواعد الكيف، كذلك،أن الموزع في الجلسة هو الذي يتولى التقصاص والتطبيب من طابا والتدراح، وهو في النهاية من يوزع الـ «شقوفا» شقفا شقفا لكل الحاضرين…
ومن قواعده أن يحاكم المستعمل على نجاحه أو فشله في «السقطة«، أي في إخراج آخر بقايا التعميرة دفعة واحدة، وحبذا لو يتبقَّى بعض منها مشتعلا، ومن لم ينجح في السقطة، سقط في الامتحان…
والعبرة في الدقة الختامية كما في السياسة…!
ومن شروط الـ «كيف» المستجد عندما نريد أن نتباهى، بغير قليل من الأصالة الشعرية للكيف.. نقول لكل من يتباكى على استعماله:
شقوفا نبكي.. من ذكرى حبيب ومنزل
وهي معارضة – يا للصدف – شعرية لقصيدة:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل.. الشهيرة لامرئ القيس..
ومن إبداع اللغة القول: قنب الزرع أي بدا ورق سنبله وفاح، ونأمل أن تكون العاصمة الدولية للشم، والروائح والعطور هي كتامة.
صدقوني، بعد أن يستعمل الكيف في التعطير وفي صناعة الأنواع المدوخة، سيكون العالم كله زبونا رومانسيا للعطر الكتامي…
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 16/03/2021