المنتدى السعودي الثالث : المستقبل الإعلامي من قراءة النجوم إلى غوغل و«الانتداب الاصطناعي»
![](https://alittihad.info/wp-content/uploads/2020/04/hamid-jmahri.jpg)
عبد الحميد جماهري
شبّه وزير الإعلام السعودي،الذي كان يتحدث في افتتاح المنتدى الإعلامي الثالث بالرياض، أمس الثلاثاء، استشراف مستقبل الإعلام بقراءة النجوم في صحراء الماضي. واعتبر أن علم التنجيم مستقبلا سيؤول إلى.. محرك البحث «غوغل»، وكان ذلك تلخيصا للمسافة التي صار مطلوبا قطعها، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي الملتهبين.
وقد كان كل شيء جاهزا، لكي يكون اللقاء ناجحا، ويعبر عن الثقة، لولا سؤال الغيب في قطاع بات جزءا من «تشكيل العالم»، كما في شعار المنتدى.
الأرقام التي كشف عنها المسؤولون في المنطقة، إبان الندوة الأولى التي أعقبت الافتتاح، تعطي فكرة إيجابية عن مساهمة الإعلام في الناتج الداخلي الخام (تصل إلى14 %) وفي التشغيل الخاص بالشباب.
ولعل من الإشارات الدالة، الحديثُ المتواتر عن الاستراتيجية البعيدة المدى في قطاع الإعلام، الذي لم يعد يستهين به أحد ولعل إحدى أبرز النقط هي التركيز على ضرورة وجود حاضنة استثمارية وقانونية في خدمة الشباب الصانع للمحتوى وموضوعه في نفس الوقت.
لقد حضر الصوت الخليجي بقوة في اليوم الأول، من خلال الكلمات الرسمية، أو من خلال المشاركين في الندوات وزراء إعلام ومسؤولون كما حضرت الهواجس ذات البعد الأخلاقي والقومي والهوياتي في مجمل العناوين.
ما يثير في المنتدى، الذي احتضن فندق واحد كل أشغاله، بقاعة افتتاح ضخمة وأروقة العرض و..و.. هو حضور قرابة ألفي (2000) مشارك من قارات العالم، وحضور هواجس مقلقة إزاء «الذكاء الاصطناعي»، وما قد يغيره في الإعلام ورجال الإعلام وأخلاق الإعلام. وكما وصف أحد المتدخلين ذلك، بحق، هو أن «الذكاء الاصطناعي سيخلق الفرق بين الشعوب المتخلفة، والأخرى المتقدمة، وهي مقدمة لكي يكون هناك استعمار أو انتداب بواسطة هذا الذكاء».
ومن عناصر القرابة بين التنجيم وبين «غوغل» هو… الليل !وقد أثار رئيس هيئة الإعلام المصرية قضية غاية في الأهمية، وتتمثل في «هذا الجيل الذي يعمل ليلا في إنتاج أو تلقي المحتويات الجديدة»، في وقت يكون الجيل الذي يربيه غارقا في النوم، الشيء الذي دفع أحدهم إلى اقتراح قانون شغل جديد بوسائط الإعلام الاجتماعية الجديدة… الليلية !
وتظهر جولة في قاعات النقاش، العديدة والمتزامنة، تنوع محاور العروض، من الإعلام القادم إلى الصناعات الفردية للمنتوج.. إلى مسارات التكتل والتحالف في ميدان مخلوق للتنافس.
يبقى في قلب السؤال: «هل نستطيع أن نتعرّف على المستقبل.. إذا صادفناه؟»، بمعنى هل نملك الوسيلة الذهنية و«اللوجيسييل» العلمي لكي نتهيأ له ونرسم «بورتريه روبو» له، بحيث لن يكون غريبا عندما نلتقيه.. سؤال مضمر من المنتظر أن تلامسه الندوات المخصصة له في ما تبقى من البرنامج!
الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 21/02/2024