حكومة المونديال..برئاسة فوزي لقجع!

عبد الحميد جماهري

هذا السيناريو لا دخل لأصدقائي السينمائيين والفنانين وكتاب السيناريو به، ولا هو نتاج عدوى مشاهداتي الفيلمية، ولا أريد من خلاله أن يصاب المنتظرون من قادة الأغلبية بالـ«قجعـــــــريرة» من الآن!
إنه سيناريو تخييلي للحكومة الحالية ونخبتها.
فقد تحول مونديال 2030 عندها من منافسة رياضية إلى منافسة…. انتخابية.
ومن موعد كروي عالمي إلى موعد سياسي نهايته من يفوز بكأس رئاسة الحكومة القادمة!
ولتحقيق هذا الهدف السياسي، قدمت أحزاب الثلاثية الحكومية ترشيحاتها العلنية، لتولي ما سمته «حكومة المونديال». وهو ترشيح علني، انفرادي، لكل حزب على حدة..
كان الأولى بالثلاثية الأغلبية أن تقلد. بلادها، وتقدم ترشيحا ثلاثيا، على غرار المغرب وإسبانيا والبرتغال!
لكن يبدو أن الهدف الذي سطرته لنفسها يجعلها متنافرة، ويجعلنا نخمن بأن الفرق بينها وبين بعضها يتجاوز الفرق بين ثلاث دول بكامل ترابها وجغرافياتها ونظامها السياسي والمؤسساتي، ونموذجها الاقتصادي ونسبة نموها … وغير ذلك.
البعض اختار الطريق إلى التتويج بتقريع رفاقه في الثلاثية المكدسة في كل المؤسسات!
والبعض الآخر اعتبر بأن رئاسة حكومة المونديال هو نتيجة حتمية لرئاسته الحكومة الحالية..
البعض الآخر اعتبر بأنه وفر كل عناصر. التجهيز والطرق السالكة إلى قمة العالم من فوق الحكومة القادمة..
كان من الممكن أن نقرأ في ترشيح نفسها لقيادة الحكومة بعض الجدية، من قبيل أنها تملك «نبذة حياة» وسيفيCV، يبدو من خلالهما أنها تملك المقدرات والنتائج التي تجعلها تتقدم إلى ذلك…
وتكون الأغلبية الحالية قد أبدعت هذا التوصيف، في علم السياسة والحوليات الديموقراطية ..
الحكومة القادمة لن تكون لا اجتماعية
ولا ديموقراطية ليبرالية
ولا يسارية ديموقراطية
ولا وسطية..
ستكون حكومة، مونديالية.
هي أيضا كروية الشكل..
أحزاب الحكومة لم تدل لنا بما قدمته حتى يحصل المغرب على هذا الشرف الدولي في تنظيم المونديال كما قال جلالة الملك..
هي لا تعري حقيقة الأرقام الفادحة والفاضحة في كل مناحي المجتمع والاقتصاد وغيرها…
هي فقط تريد أن تجني، وطبعا سيكون من بين وزرائها الشباب الأغرار والغيورين من سيقول لنا: هذه الحكومة هي أول حكومة في المغرب.. جاءتنا بالمونديال قبل..
المطر..
وقبل تخفيض الأسعار
وبعد أن محت أمِّية 7 ملايين مغربي كشف عنهم التقرير. الأخير للمجلس الأعلى للحسابات…
وهي التي حسمت مع ضياع 40 مليار درهم سنويا، في المؤسسات والمقاولات العمومية، حسب بالتقرير ذاته.
هي وزعت المال المخصص للدعم وجاءت بمن يشرف عليه، حتى تضمن الأصوات التي تحقق المبتغى!
وهي التي تولت الدعم في الفلاحة وفي الصناعات، وهي توفر لنفسها الموارد البشرية .. المقاولاتية، من خلاله، وتضمن أصوات أرباب العمل وعمالهم ..وأموالهم، بالخصوص، في الحملات الانتخابية، وسيسيل المال مثل الوادي… الواديـــمقراطية!
يعلم المغاربة بأن يوم 4 ديسمبر 2024 م، كان يوم انعقاد المجلس الوزاري، وفيه تم تشكيل اللجنة الموسعة، التي ستتولى الإشراف على كافة الجوانب التنظيمية الخاصة بالمشاركة في استضافة كأس العالم لكرة القدم 2030 مع إسبانيا والبرتغال.
والاجتماع الوزاري الذي ترأسه الملك محمد السادس في القصر الملكي بالرباط، «تطرق لاستعدادات المغرب للمشاركة في استضافة هذا الحدث الرياضي الكبير»، بحضور وزراء الأغلبية المعنية، ولا شك أنهم يعرفون مغزى اجتماع مثل هذا ورهان مثل هذا…
الاجتماع تحدث عن تطوير البنية التحتية الفندقية والتجارية وتقوية وتحديث العرض الصحي وتطوير وتحديث شبكات الاتصال، يمتد خارج المدن المستضيفة لمباريات كأس العالم .
وفي هذا الباب لم تحدثنا الحكومة ووزراؤها عن ما قدمته إلى حد الساعة في المجالات المذكورة.. ونخص بالذكر(المناسبة شرط) مجال صحي يتراوح بين بوحمرون! (كنا نعد العدة في 2019 لكي نعلن بمباركة الأمم المتحدة عن استئصال هذا الداء.. وبين إضرابات العاملين بكل قطاعات الصحة دون الحديث عن الوضع الصحي الوطني ومكابدات المرضى مع التغطية الصحية ومثالبها!!)..
وبما أن الشعار العام هو :حكومة المونديال.
وبما أن البرنامج الخاص بالمونديال موجود.
وبما أن الوزير والرياضي فوزي لقجع يترأس اللجنة التي تشرف على هاته المنافسات …
وبما أن الأمر في آخر المطاف يتعلق فقط بطلب توظيف أو عروض مقدم من قيادات الأحزاب الحكومية، ينتظر من ترسو عليه «الصفقة»، لماذا لا نوفر الجهد السياسي والتشريعي والمالي، ونبني بأموال الاقتراع ملاعب وطرقات؟
ونعلق الدستور والسياسة لمدة محددة نجهز فيها أنفسنا بحكومة المونديال الاستثنائية..
ولمَ لا نعمد إلى تفعيل الفصل 59 من الدستور، بما أن المونديال في هذا السيناريو سيكون من «نوع الأحداث التي تعرقل السير العادي للمؤسسات الدستورية»..
وسيكون من المنطقي أن نسند. السلطة التنفيذية الاستثنائية إلى السيد …. فوزي لقجع!
يبدو أن للأحزاب نفس المستشار . وهو الذي نصحها بالخروج المبكر. قبل الأوان، في حملة انتخابية سارقة لأوانها.. وهو الذي يحمل مسدس التوقيت من أجل إعطاء إشارة انطلاق …
انتبهوا. استعدوا.. هيا انطلقوا!

الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 24/01/2025