رسالة إلى السي محمد اشركي -1-
عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
عزيزي السي محمد
في هذه الأيام، من أكتوبر القاسي، ونحن نسير نحو ستينية حزبنا/حزبك العتيد
الذي بنيت جدران مجده الكبير بأطراف من جسدك
اخترتك، لكي أراسل من خلالك الذين كانوا شهودا بيضا على كل مراحله
وأعرف أن عنوانك
هو عنوانه
وأنك من العناوين القليلة فعليا لكي نكتب بدون خوف من ضياع الرسالة
والحنين الذي فيها…
لأنك وأنت على سرير المرض العصي،
تسألني بصوت أبيض
نقي
بآخر ما فيه من قطرات المطر الأول المتبقية من ذلك اليوم الشتنبري من الستينات السابقة » كيف تسير » في الحزب؟
كيف ترى المستقبل؟
اصبروا وصابروا…
أنت الذي ملكت الأمل كله، بالرغم من كل التردد الذي يعترينا في هذه المرحلة، استطعت أن تنتزع من جسدك المهدود
نبض أمل
ومن تقاسيم وجهك المعلول
ابتسامة تشجيع..
أيهاالسليم فينا ، بقلبه وبوفائه بالرغم من كل الطعنات..
أنت السليم المنتهى*..
كفاكهة الرمان، التي تكدست فيها حباته، بالأحمر الملائكي
بالدمع الذي يكتب
أنت الذي وضعت الذهب في قلوبنا، وقلت مبتسما: أوفوا الذهب لبلادكم
وأنت الذي وضعت الياسمين في الأضلع
وقلت لنا مقطبا: إياكم أن يجف الياسمين فيكم
وعلموا الياسمين أن يزهر بكل ألوانه
واتركوه في يد أطفال العمال
وربات البيوت
وعاملات النسيج
اللواتي ينسجن دوما أهازيج تروقني
وضعت على رؤوسنا تاجا لكل واحد: بأناقتك وصرامتك الأخلاقية ونبلك ونظافة يدك وزهدك في الدنيا واعتصامك بما هو جميل في المغاربة..
توقظ طفولتنا بنقائك
وكمثل الأطفال تماما نجد الفرحة في أن نكتب بالفحم
وبالطباشير الأسود
أفكارا مرحة لكي نزعج القصور الجديدة لليسار
وللمنازل الفارهة التي بنوها على أنقاض الأفكار النظيفة،
والبسيطة
والمتجردة التي اشتركنا فيها..
ما زلنا نلطخ الجدران البيضاء من فرط المرمر …
نحن لنا تمثال صارم اسمه محمد أشركي..
أنت يا ابن الضوء الهائل
لا شيء
لا شيء يشفي غليلك وعطشك إلى النور الذي بداخلك..
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 26/10/2019