عدنا ‬من الأولمبياد ب3 ميداليات‮  وسؤال كبير!  2

عبد الحميد جماهري

دستوووووووووووووور؟

‮ ‬لعل من منطق الأشياء أن دسترة الرياضة ‬تفترض بالضرورة دسترة النقاش حولها،‮ ‬بعد النتائج التي‮ ‬سال بسببها الكثير من المداد‮، ‬واستنطقت من أجلها كل المتون،‮ ‬الانفعالية والقانونية والتدبيرية‮!‬
لقد تعودنا أن نقرأ الحكمة في‮ ‬كل مجهود رياضي،‮ ‬ومن ذلك القناعة بأننا لا نخسر أبدا: إما إن نفوز‮…‬أو نتعلمَ‮!‬
وعلينا أن نتعلم النقاش من أعلى ما حققناه من مكتسب دستوري‮..‬
‮ ‬وهي‮ ‬الطريقة التي‮ ‬نخرج بها من القراءة الانطباعية‮ ‬والعاطفية مهما كانت مشروعة ومبررة وذات تأثير في‮ ‬تشكيل المزاج الوطني‮ ‬العام‮.‬
‮ ‬وقبل تبيان الجدوى المؤسساتية لذلك،‮ ‬أو الترافع لأجلها ولو لم تكن تستدعي‮ ‬ذلك،‮ ‬لا بد من التدقيق في‮ ‬المقارنة التي‮ ‬وردت سابقا‮ (‬انظر عدد الأمس وعموده،‮ ‬حول أداء الفريق الأمني ‬وباقي‮ ‬الفرق الرياضية‮). ‬
لقد كان الدرس المطلوب تفكره،‮ ‬هو نجاح الجدية‮ ‬والصرامة والخبرة والروح الوطنية في‮ ‬فرض‮ ‬ريادة الفريق الأمني‮ ‬في‮ ‬باريس وغير باريس‮. ‬في‮ ‬إطار‮ «‬تنافس‮ «‬دولي‮ ‬من أجهزة الأمن‮، ‬وكي‮ ‬لا‮ ‬يكون هناك‮ ‬سوء فهم،‮ ‬لقد قطعت المرحلة‮ ‬الملكية‮ ‬في‮ ‬السياسة الكروية مع أي‮ ‬طابع‮ ‬يفهم منه‮ «عسْكرة‮» ‬القطاع،‮ ‬وفتحت الباب لمقاربة جديدة بموارد بشرية جديدة،‮ ‬لكن ثقافة الالتزام ونكران الذات والابتعاد عما أسمته الرسالة الملكية من أعطاب‮.. ‬هو المقصود من المقارنة‮. ‬
والدستور هنا،‮ ‬كقوانين‮، ‬يستوجب تفعيله في‮ ‬تحديد المسؤوليات‮:‬
أولا، رفع المغاربة شعار ربط المسؤولية والمحاسبة وهذا لن‮ ‬يتم إلا‮ من خلال دسْترة النقاش نفسه‮‬،‮ ‬أي‮ ‬أن‮ ‬يتم تحت مظلة المؤسسات الدستورية وذلك بمقدمات‮ ‬ ضرورية منها‮ :‬
‮* ‬أولا التجاوب مع الفرق البرلمانية التي‮ دعت إلى ‬تفعيل المقاربة الدستورية من خلال تفعيل أدوات المراقبة‮. ‬
والأغلبية في‮ ‬هذا الباب لا‮ ‬يمكنها أن تتمترس وراء عدديتها لإخفاء موجة سخط وطنية.‮ ‬
‮* ‬دسترة الرياضة من خلال الفصول‮ ‬26‮ ‬و31‮‬ وغيرها‮، ‬وربط ذلك بما‮ ‬يلزم من ارتباط الحكامة الجيدة والرشيدة والمراقبة‮، ‬وما إلى‮ ‬ذلك‮، ‬مما‮ ‬يجعل المدخل أو المقترب الدستوري‮ ‬هو الوحيد الممكن لتجاوز وضعية العطب والعجز الحاليين‮ …‬
‮* ‬هناك المرجع المسطري‮، ‬كما هو موضح في‮ ‬الفصـل147‮، ‬حول مهمة‮ ‬المجلس الأعلى للحسابات بما هو‮ «‬الهيئة العليا لمراقبة المالية العمومية بالمملكة،‮ ‬ويضمن الدستور استقلاله‮»، ‬علاوة على‮ «‬مهمة تدعيم وحماية مبادئ وقيم الحكامة الجيدة والشفافية والمحاسبة‮» ‬الموكولة للمجلس‮ .. ‬و‮يتوفر المجلس الآن على‮ ‬ما‮ ‬يضمن سداد هذه المهمة‮ ‬هو الذي‮ ‬سبق له أن أجرى تقييما جريئا للاستراتيجية الوطنية‮ 8002 ‬ـ 0202،‮ ‬وقد مكن المتتبعين وصاحب القرار بما‮ ‬يكفي‮ ‬من العناصر التي‮ ‬تعطي‮ ‬صورة واضحة عن الخلل الكبير في‮ ‬مابين الواقع الفعلي‮ ‬للرياضة وبين أهداف هذه الاستراتيجية‮..‬
‮* ‬لا بد من التفكير بأن هاته الاستراتيجية التي‮ ‬ولدت من معطف الرسالة الملكية‮‬،‮ ‬يجب أن تستحضر الروح التي‮ ‬كانت تكمن وراءها‮…‬
العنصر الحاسم من عناصر‮ ‬التفكير الموضوعي‮ ‬هو أن الدستور‮ ‬يجعل كل المسؤولين الرياضيين سواسية‮: ‬أي‮ ‬لا فرق بينهم في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بالوضع السوسيو رياضي،‮ ‬أو المهني‮ ‬أو في‮ ‬سلم النخبة الوطنية،‮ ‬ولعل الأمر واضح بدون ذكر الأسماء‮ والمواقع‮..‬

الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 20/08/2024