في خان يونس تتعثر الحرب في الجثث!

عبد الحميد جماهري

على القتيل أن يحدد هويته. .. عاجلا جدا!

 

لا يشرب الجندي الإسرائيلي الكأس الأخيرة…
هناك دوما، كما في جلسات الدم الماجنة، كأس ما قبل الأخيرة?
ما قبل إسدال ستار الليل على مشهد الجريمة.
هناك جريمة أخرى.
ونحن نبحث عن هوية لنا في عالم يتشكل من قتلانا ومن تأويل موتهم في الشاشات التلفزيونية
وبين موائد الكلام.
لا حاجة لشاعر في هذه الساعة.
يحسن بالمنكبِّين على تحديد الاتجاه الذي سنعطيه للهوية الجماعية، أن يرفعوا رؤوسهم:زاد عدد القتلى، والكلام لم يعد يجدي، والبلاغة الآن يسبقنا إليها شاهد
نسيت الطائرات أن تضيفه إلى لائحة الشهد:اء
صباح يوم السبت، كان القصف عنيفا على منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة..
قال الشاهد : “استيقظنا صباحا وبدأنا إعداد الطعام.« كما لو كان يستدرج قصيدة نثرية في زمن السلام .
لكن الحرب تصنع ما تشاء من أقفال للنهاية :
إذا بوابل من الصواريخ ينهمر فوق رؤوسنا
بينما كنا نتناول الإفطار، وتعالت صرخات الموجودين هنا.
هناك الآلاف من الشهداء والجرحى،
والخيام التي كانت بالمكان دمرت ولم يبق منها أي شيء”.
همومكم عادية حتى وأنتم تجاورون الموتى والشهداء والصواريخ القاتلة ؟
: كيف تأكلون كما لو أن الذي مر من الحرب لم ينسكم الشهية الصباحية.
كيف نسيتم عناقيد السماء التلمودية في ليل غزة المسفوح مثل الدم.
ويقول شاهد آخر، لسبوتنيك الروسية : “بدون سابق إنذار فوجئنا بحزام ناري بين خيام النازحين،
ووجدنا أنفسنا تحت الركام والدماء في كل مكان
والشهداء والمصابون بطول الشارع،
وكلما أنقذنا عددا من المصابين
تجدد القصف بالصواريخ”.
تتواصل النثرية التراجيدية على حد السكين.
كما لو كانت مشهدا مألوفا ..
إسرائيل لا تنفي القتل
تفسره فقط: كانت تبحث عن محمد الضيف
وتعثرت قدماها في الجثث!
مصادرها الأمنية في الجيش تقول إن المستهدف في الغارات الجوية على منطقة المواصي في خان يونس كان محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام [الذراع العسكري لحركة حماس].
هو ورافع سلامة، بالمعنى المضمر، مسؤولان،: ما كان عليهما أن ينبريا لها، كما في مشهد المبارزة، كي لا يموت أحد!
والعالم. سيركز طبعا على محاولة اغتيال محمد الضيف
وينسى الذين قتلوا في القصف: مائة شهيد آخر…
لساعة من الحرب، لا وزن للموت عندما تكون النية هي قتل محمد الضيف! يوم آخر في الحرب، اليوم الواحد بعد مائتين وثمانين يوما..
كل هذا الوقت ولم ينته الشهداء من هواياتهم في الخروج إلى الموت، كل هذا الوقت من الحرب ولم يتعبوا من البروز إلى طائرات تعض عمرهم من آخره؟
لقد قام مجلس الأمن الدولي بما يجب، قراران لوقف الحرب، وذهب إلى نزاع آخر..
وقامت محكمة العدل الدولية بما. يلزم وحكمت على العالم بأن يتخذ التدابير الإلزامية لتجنب استهداف المدنيين…
علينا أن نسرع، يا حسن، في تحديد هويتنا باعتبارنا قتلى : تلك ضرورة حاسمة في البحث عن المعنى وعن مرتبتنا في ترتيب البشرية. وما إذا كنا سنقبل أم لا في خانة الذين يجذر بهم العيش بلا قنابل وبقليل من الحق.
الحق إذا لم تحرفه الحرب ليصير مجرد حظ قد يصادفنا أو قد لا ينتبه، هو المسرع إلى أوكرانيا)!

الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 15/07/2024

التعليقات مغلقة.