لنا الشرق في العالمينا أو الغرب … معا!
عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
نحتفل دوما، بغير قليل من النزعة الغرائبية..
بكون هذه الأرض ملتقى الجهات:
الشرق يصبح غربا،
هنا
والغرب يصبح شرقا،
هنا..
ويحدث أن تكون جهة الشرق العربي..
قومية
أو ماركسية
أو بعثية
تهب علينا كلما وصلنا درجة للبحث عن شكل جديد للنهضة فينا..
أو عن انعتاق يأخذ شكل الاستبداد الشرقي!
ويحدث أن يعيد الغرب الفرنسي طرح السؤال مجددا:
أي يسار نريد لهم لكي يكون لنا حظنا من تجديد اليسار؟
وأية علمانية لهم لكي نجد مسافة معقولة تفصل
حاجتنا إلى الحداثة عن سحر الشرق فينا؟..
أردوغان بجبة أتاتورك، يلقي تحيات السلطان عبد الحميد ..
ويجدد بالاقتراع العام
شهوة السلطان التي ترهلت بفعل التعدد والقرب من أوروبا..
وميلونشان يحاصر الغرب
ويلهب مشاعر الطبقات
بلغة ماركسية للأطفال..
الذين يرون وحدهم أن الملك لويس السادس عشر
ما زال يتجول عاريا في القصر الجمهوري!
ولكننا، لا ننتبه إلى أن جزءا من وعينا السياسي..
ومن لا شعورنا الفكري يتأسس اليوم، في هذه المقابلة غير المعلنة اليوم عند النخبة:
غرب يساري، يستفز النقاش
وليبرالي يتوزع بين نخبة تنتظر حكم صناديق الاقتراع وهي تتلو في السر ترانيم العلمانية اليسارية
وشرق أردوغاني، يتراوح بين أسلوب الغرب وروح الشرق، فوق خارطة زلزال يهز الأمم قبل الطبقات ويهز الأفئدة قبل الكيانات..
ويضع السماء كمقابل الأرض، على مشارف أوروبا؟..
ويكفي أن نتابع متابعة النخبة، تعبيرا عن وعي الطبقات من أبسطها إلى أوسطها، لكي نلمس بالذرائع التاريخية ما يتربى اليوم في أذهان المغاربة..
وما قد يطرح بابا لقراءة الأمزجة عندنا..
لا يمكن لأحد أن يغلق عليه بلاده
ولا عقلها ويحتفل، بتقويم خاص في عالم مفتوح على كل الحجج:
احذروا الشرق إنه يتقدم متقنعا بالديموقراطية
واحذروا الغرب إنه ينزاح عن علمانيته
متلفعا باليسار الراديكالي..!
وكل يعد الخلطة التي تليق بالشعوب في وعيه المتطلع إلى السلطة
لا إلى الحرية..
والمتطلع إلى المؤسسة
لا إلى روح القانون!
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 18/04/2017