مسابقة دولية في الحبْو… الحكومي!

عبد الحميد جماهري

قرأت بغير قليل من التفكه، خبر تنظيم المركز الدولي للأنشطة القانونية والمؤسساتية متعدد الاختصاصات، مؤخرا، بالقاعة المغطاة للرياضات بمدينة الصويرة، الدورة الأولى من المسابقة الدولية لـ”…حبو الرضع”، وتابعت القراءة، مع نزوع لايقاوم نحو تخيل الرضع وهم في قماطاتهم يضربون ضربا الأرضية المخصصة للسباق، بأيدي طازجة وطرية، لم تخشوشن بعدُ في دروب الحياة.
استوقفني، في الفقرة الثانية من الخبر، أن المركز الدولي للأنشطة القانونية والمؤسساتية متعدد الاختصاصات، ذكر في بلاغ له، أن »هذه المسابقة، التي تنظم للمرة الأولى بالمغرب، وإفريقيا والبلدان العربية، عرفت مشاركة أزيد من 20 مشاركا ومشاركة من الأطفال الرضع، الذين لا يتجاوز عمرهم سنة واحدة« !
ولسبب ما تذكرت الحكومة !
إيه نعم…
فهي بدورها عمرها أقل من سنة
وهي ما زالت تحبو على أرض الواقع
ويمكن القول إنها قد تشارك بجسارة وقوة في مسابقة تجتمع فيها كل مفردات الطهارة البراقة: الرضاعة والحبو والمسابقة …
ومن يدري فقد تكون الحكومة هي أروع رضيع في المغرب يفوز بالمسابقة .. كليا !
وعلاوة على أنها لم تستكمل حولا من عمرها، فهي أحسن من تنطبق عليه: التسمية: القانونية والمؤسساتية المتعددة الاختصاصات» …
والحكومة أيضا تستوفي شرطا من شروط المسابقة حالا ومستقبلا من حيث وجود ما سماه البلاغ «شركاء مؤسساتيين وخواص خلال الدورات المقبلة، كما ستعرف مشاركة جنسيات عربية وإفريقية وأوروبية التي شاركت هذه السنة…
وما من شك أن لغة المنظمين هي بدورها لغة شبيهة حد التماهي، بلغة الناطق الرسمي للحكومة، كلما أراد أن يضع توابل مغرية لخطابه كل خميس، أو كل وقفة أمام البرلمان ولم يستطع مقاومة إغراء اللغة في الحديث عن الشركاء «الموسساتيين والمشاركات القارية» …
أو كلما أراد أن يقنع المعارضة والمواطنين والناس أجمعين بأن سياسة الحكومة لها «حاضنة» شعبية تشبه ما فاز به الرضع، وهم كلهم، أي المواطنون، عبروا عن ارتياحهم للبادرة التي تهم هذه الفئة، ولقيت استحسانا وعرفت نجاحا باهرا!
والحكومة أكثر من ذلك ليست رضيعا وحيدا
بل هي العديد من الرضع.. يحبون في القطاعات كلها!
وهي لا ينطبق عليها قانون الاستثناء الذي يجعل بعض الرضع يتخطون مرحلة الحبو ويذهبون مباشرةً إلى المشي…
ومن كل أنواع الحبو: الكلاسيكي واللفة والدب والدفع يليق بها، ولا شك، الحبو بثلاثة أطراف (Tripod crawl) …
وكما يدل عليه اسمه فإن الطفل يقوم بتحريك يديه ….وركبة واحدة!
هي مزحة صيفية لا أكثر، مزحة لا بصمة سياسية فيها، فيها حبو لغوي يريح النفس!

الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 08/08/2022