آثارها المدمرة ذات أوجه متعددة..ظاهرة «التنمر الإلكتروني».. خطر متزايد يهدد الفئات العمرية اليافعة ويسائل «سلامة» العلاقات الأسرية

 

«إن الجريمة الإلكترونية هي إجراء أو فعلٌ إجرامي يعاقب عليه القانون نتيجة إلحاقه الضرر بالآخرين»… خلاصة يستحضرها المنشغل بمستجدات وسائل التواصل الاجتماعي، في ظل تحولها، نتيجة الاستخدام السلبي من قبل العديدين، الى خطر داهم يحدق بالفرد والجماعة.
خطر يتمثل، مثلا، في تفاقم ظاهرة «التنمر الإلكتروني»، التي تعرف بأنها» استخدام الإنترنت والتقنيات المتعلقة به بهدف إلحاق الضرر بالآخرين بطرق متعمدة ومتكررة وعدائية»، والتي تتخذ أشكالا مختلفة، منها: «بعث رسائل تهديد من مصدر مجهول – إصدار تعليقات غير لائقة اجتماعياً وأخلاقياً بشان صورة خاصة، أو مقال أو فيديو منشور على الإنترنت وتداوله بين أوساط المجتمع – تصوير الشخص المستهدف من غير علمه ونشر صوره على وسائل التواصل المختلفة بهدف الإساءة إليه – نشر صور حقيقية أو معدلة يبدو فيها الطرف المستهدف في وضع لا يرغب للآخرين في مشاهدته – نشر شائعة أو معلومات مفبركة بهدف الإساءة أو تشويه السمعة – التحرش والابتزاز من خلال قنوات التواصل الإلكترونية المتعددة – انتحال الشخصية ونشر مشاركات إلكترونية مختلفة تسيئ للآخرين… ».
ظاهرة لم تسلم منها فئة كبيرة من اليافعين واليافعات ، الذين وجدوا أنفسهم عرضة للمضايقات والتنمر، سواء على شكل تعليقات أو رسائل نصية، خاصة في ما يتعلق بتقييم المظهر الخارجي. «ويرتبط هذا التحول بنمط الحياة الذي يعرضه بعض «المؤثرين»، المنبني على مشاركة ممارسات حياتهم علنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي» تقول بعض الدراسات المحللة للظاهرة ، مضيفة أن هذه المسلكيات أدت إلى «ظهور الهويات الرقمية التي تتعارض تماما مع واقع الحياة الاجتماعية، وتم وضع معايير محددة للشكل الخارجي، وهي الأكثر شيوعا خاصة بتطبيق الأنستغرام».
هذا التوجه جعل العديد من الشبان والشابات يتعرضون للتنمر من خلال إلقاء أحكام على البروفايل الشخصي، وتوجيه انتقادات وإساءات متعددة. ولا يقتصر الأمر على مهاجمة مظهر الشخص، بل يصل حد التهديدات المؤذية، ونشر الأكاذيب والصور المحرجة المفربكة، وغيرها من أشكال الابتزاز الالكتروني. وتؤثر مثل هذه التصرفات السلبية على الصحة النفسية و العقلية للضحية، حيث يصبح المستهدف منها يشعر بالخوف واليأس، بل قد تدفع البعض للاكتئاب، والتفكير في الانتحار، وهي خطوة مأساوية هزت العديد من الأسر داخليا وخارجيا.
بخصوص هذه الظاهرة، ترى إحدى الناشطات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن «مواجهة التنمر من خلال التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليست بالأمر الهين، وهي تخلف أثرا عميقا وتزيد من الضغوطات النفسية»، داعية إلى ضرورة» التحلي بالثقة بالنفس في مواجهة أساليب الإساءة بشكل متكرر، وذلك من أجل تحقيق مناعة ضدها”.
هذا ويبقى لافتا، أن العديد من المنتمين للفئة العمرية المراهقة، غالبا ما يتكتمون عن البوح بالتنمر والابتزازات الالكترونية التي تلاحقهم، داخل المدرسة أو خارجها، بدافع الخوف والحرج تجاه الآباء والأمهات وغيرهم من المقربين، وهو ما دفع منظمة» اليونسيف»، إلى التنبه لهذا الجانب، والعمل من أجل تيسير سبل تلقي المساعدة عبر التواصل مع خطوط دعم الطفل بموقعها الرسمي لضمان حماية المراهقين من كل أشكال التنمر الالكتروني، مع التأكيد على أهمية ارساء التواصل الفعال والدائم بين الآباء والأبناء من أجل محاصرة المشاكل والاضطرابات النفسية التي قد يتعرض لها المراهقون بسبب التنمر، قبل استفحالها ، وذلك من خلال متابعة مسارهم الحياتي بدقة ورعاية مراحل نموهم بما يعزز الثقة بالنفس و الشعور بالأمان والإطمئنان الداخلي.
«*» صحافية متدربة


الكاتب : إعداد : حفصة إدعلي 

  

بتاريخ : 09/09/2021