كشفت معطيات المندوبية السامية للتخطيط، عن عدد الأطفال النشيطين المشتغلين بالمغرب، وأوضحت أن عددهم يصل إلى 148 ألف طفل، من بين 7 ملايين و493 ألف طفل تتراوح أعمارهم ما بين 7 وأقل من 17 سنة، أي 2% من مجموع الأطفال الذين ينتمون إلى هذه الفئة العمرية، كما أن هذه النسبة تبلغ 3,8% بالوسط القروي (119.000 طفل) مقابل 7% بالوسط الحضري (29.000 طفل). ومقارنة مع سنة 2019، تراجع عدد الأطفال النشيطين المشتغلين بـ 26%.
وأعلنت المندوبية في مذكرة لها بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة تشغيل الأطفال، أن 80,4% من الأطفال النشيطين المشتغلين يقطنون بالوسط القروي و79,5% منهم ذكور و87,5% تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 17 سنة. كما أن12,1% من الأطفال يشتغلون بالموازاة مع تمدرسهم و85,7% غادروا المدرسة بينما لم يسبق ل 2,2% منهم أن تمدرسوا، كما أوضحت المذكرة الإخبارية لمندوبية التخطيط، أن حوالي 65% من الأطفال النشيطين المشتغلين يستفيدون من تغطية صحية، في حين تبلغ هذه النسبة 75% من بين مجموع الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 7 و17 سنة.
وأشارت المندوبية إلى أن ظاهرة الأطفال المشتغلين متمركزة في قطاعات اقتصادية معينة مع اختلاف حسب وسط الإقامة، ففي الوسط القروي، تصل النسبة إلى 82,2% يشتغلون بقطاع “الفلاحة، الغابة والصيد”، وبالوسط الحضري، فإن العدد بقطاع “الخدمات” يصل إلى 58,4% و قطاع ”الصناعة 24,7% .
وأكدت المندوبية السامية للتخطيط، أن ما يقارب ثلاثة أرباع الأطفال المشتغلين بالوسط القروي يعملون كمساعدين عائليين، أما بالوسط الحضري، فإن45,2% يعملون كمستأجرين،27,5% كمتعلمين و20,5% كمساعدين عائليين.
ورأت المندوبية أن الأطفال المشتغلين بقطاع “الصناعة” هم الأكثر تعرضا للخطر بنسبة 90,2%. وتبلغ هذه النسبة 73,3% بقطاع “الخدمات” و71,2% بقطاع “البناء والأشغال العمومية” و 51,1% بقطاع “الفلاحة، الغابة والصيد”،كما أن 6 أطفال مشتغلين من أصل 10 يمثلون (59,4%) يقومون بأشغال خطيرة (88000 طفل)، وهو ما يمثل 1,2% من مجموع أطفال هذه الفئة العمرية. من بين الأطفال الذين يزاولون هذا النوع من الأشغال، نجد أن 73,7% قرويين، 88,6% ذكور و81,9% تتراوح أعمارهم بين 15 و 17 سنة.
وأكدت المندوبية أن ظاهرة تشغيل الأطفال تهم109 آلاف أسرة، أي ما يمثل 1,3% من مجموع الأسر المغربية. وتتمركز هذه الأسر أساسا بالوسط القروي (82.000 أسرة مقابل27.000 أسرة بالمدن) وحوالي 9,5% منها مسيرة من طرف نساء.
كما أن هذه الظاهرة، تهم بالخصوص الأسر الكبيرة الحجم، حيث تبلغ نسبة الأسر التي تضم على الأقل طفلا مشتغلا 0,5% بالنسبة للأسر المكونة من ثلاثة أفراد وترتفع تدريجيا مع حجم الأسرة لتصل إلى3,5% لدى الأسر المكونة من ستة أفراد أو أكثر.
وبخصوص المستوى الدراسي لرب الأسرة، يبقى عاملا في تحديد هذه الظاهرة، حيث أوضحت المندوبية أن نسبة الأسر التي تضم على الأقل طفلا مشتغلا تبلغ 2% بين الأسر المسيرة من طرف شخص بدون مستوى دراسي، في حين تبقى شبه منعدمة لدى الأسر المسيرة من طرف شخص له مستوى دراسي عال، وكلما تقدم رب الأسرة في السلم الاجتماعي كلما انخفضت ظاهرة تشغيل الأطفال. وهكذا فإن 50,4% من الأطفال المشتغلين ينحدرون من أسر مسيرة من طرف مستغلين فلاحيين، 16,6% من طرف عمال أو عمال يدويين، 21,3% من طرف مستخدمين، تجار، مسيري التجهيزات أو حرفيين، و 11,4% من طرف غير النشطين. وتبقى هذه الظاهرة شبه منعدمة في صفوف الأسر المسيرة من طرف الأطر العليا وفق المندوبية السامية للتخطيط.