آلان باديو يضع ترامب تحت ضوء النقد الفلسفي

إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد جرت دراسة ظاهرته من خلال أدوات العلوم السياسية   وعلوم الاتصال وعلم النفس، ما الذي يمكن أن تقوله عنه الفلسفة؟
الاجابة عن هذا السؤال يحملها آخر إصدارات المفكر الفرنسي آلان باديو ، الذي صدر منذ أيام عن منشورات «بوف» بعنوان «ترامب».
يشير تقديم الكتاب إلى أن ترامب أخذ مكانة مركزية في الفكر العالمي اليوم، وهنا يورد باديو سبباً أساسياً لذلك، إذ يلفت إلى أن العقول المتنوّرة في عصرنا قد اختارت دونالد ترامب اليوم محوراً لسخريتها، وبذلك فإن المفكر الفرنسي قد أدخل ظاهرة الرئيسي الأمريكي ضمن دائرة الدراسة الفلسفية.
يعترف باديو، المعروف بانتماءاته اليسارية، بتحوّل ترامب إلى «رمز» ولكنه بالنسبة له «رمز للحمق السياسي» وأكثر من ذلك «أحد أعراض الاختفاء التدريجي للعقل السياسي». ويرى باديو أنه من الضروري مقاومة اختفاء هذا العقل بعدم الانخراط في «شعبوية» ترامب وغيره بحيث يصبح ما يقومون به من بين معايير الأداء السياسي.
يُذكر أن باديو قد التفت في السنوات الأخيرة إلى ظواهر راهنة كثيرة تدور في الفضاءين السياسي والاجتماعي، خصوصاً في محاضراته، مثل إعادة التفكير في مسلمات الديمقراطية الغربية، والتشدد الديني، لكن تظل أعماله المرجعية حول فلسفة العلوم والمنطق الأهم، ومن أبرزها ثلاثية «الكائن والحدث» التي صدر جزؤها الأول في 1989 وجزؤها الأخير في 2018.
ومن أعمال باديو الأخرى: «نظرية التناقض» (1975)، «مانيفستو للفلسفة» (1989)، و»الفلسفة المضادة لدى فيتغنشتاين» (2009)، و»العلاقة الغامضة بين الفلسفة والسياسة» (2011)، و»البحث عن الواقع الضائع» (2015).


بتاريخ : 12/03/2020