عبدالجليل أبو حمادة، من الملاكمين الذين لا يستسلمون بسهولة، يسقط ليقف مجددا بكل حماس وبكل رغبة في المضي إلى الأمام. من يعرفه يؤكد أن سلاحه القوي هو عزيمته وهي إرادته في التغلب على كل ما من شأنه أن يقف ليعرقل مساره. يعيش ويتنفس رياضة الفن النبيل. هذه السنة، تمكن من إحراز الميدالية الذهبية كبطل لافريقيا في البطولة التي أقيمت بجمهورية الكونغو برازافيل، في الفترة الممتدة ما بين 17 و25 يونيو 2017، ما مكنه من التأهل لبطولة العالم المقامة شهر شتنبر المقبل بهامبورغ بألمانيا.
في هذا السياق، حاورته جريدة الاتحاد الاشتراكي مساء يوم الأحد ،وهو يستعد لصعود طائرة العودة للمغرب ،بعد مشاركته بتميز في البطولة الافريقية، فكان هذا الحوار:
p كيف تقيم حصيلة المشاركة المغربية في البطولة الإفريقية للملاكمة التي احتضنتها عاصمة جمهورية الكونغو برازافيل ، و التي حصل من خلالها الملاكمون المغاربة على ثلاث ذهبيات و فضيتان و ثلاث برونزيات؟
n أعتقد أنها حصيلة جيدة بحكم قوة المنافسة التي ميزت البطولة وقوة الملاكمين والملاكمات على الصعيد الافريقي. إنها حصيلة في نظري تؤكد أن الملاكمة المغربية وبفضل ما تعيشه من أجواء جيدة، تسير في التوجه السليم. كما تؤكد أن هناك جيل جديد من الملاكمين والملاكمات ينتظرهم مستقبل جد واعد.
p من هو أبو حمادة الملاكم والإنسان؟
n ابوحمادة عبد الجليل مواطن مغربي من مدينة الناظور السن 25 سنة ، انا أب لطفلتين الأولى أربع سنوات والثانية سنة واحدة. أعتمد على الملاكمة فقط في توفير العيش لأسرتي ولذلك فحياتي كلها أخصصها للملاكمة .
p كيف كان التتويج ببطولة افريقا؟
n في الحقيقة، التتويج لم يكن سهلا وتطلب مني بذل كثير من الجهد. تطلب مني الأمر أن أقاتل وأن ألعب بشراسة لتحقيق هدفي وهو انتزاع بطل افريقيا للمرة الثانية في حياتي الرياضية. أنا سعيد جدا بتحقيق هدفي، وهنا لا بد أن أستحضر كل من ساعدني عن قرب أو عن بعد في تحقيق هذا الإنجاز خاصة الأطر التقنية والإدارية للجامعة وكذا النادي الذي أنتمي إليه وأسرتي الصغيرة التي تتحمل وتتقبل ظروفي الصعبة وانشغالي في التمارين وفي التحضير وكذا في النزالات داخل وخارج الوطن.
p حققت الملاكمة المغربية نتائج جيدة في البطولة الافريقية، في رأيك كيف تم ذلك؟
n ليس هناك سر، كنت أتوقع شخصيا أن نحقق أحسن النتائج نظرا للعمل الممتاز الذي يخصص للملاكمة المغربية، ولحسن التسيير الذي لا يبخل علينا بتوفير أفضل الشروط للاستعداد والتحضير خاصة تنظيم معسكرات تدريبية خارج الوطن ومنحنا كملاكمين فرصة الاحتكاك بمختلف مدارس الملاكمة العالمية.
p و السلسة العالمية للملاكمة الاحترافية؟ هل استفادت منها الملاكمة المغربية؟
n أكيد، فقد أتاحت لنا السلسة العالمية للملاكمة الاحترافية مقارعة أفضل الملاكمين العالميين، وكانت دافعا لنا لتطوير إمكانياتنا ومحاولة الوقوف الند للند مع كبار الملاكمة العالمية ما نتج عنه بطبيعة الحال تحسن أداءنا التقني وتطور لياقتنا البدنية.
p بعد تتويجك بطلا لافريقيا، ما هو طموحك في المستقبل؟
n هدف كل رياضي كما يعلم الجميع، هو المشاركة في الألعاب الأولمبية التي تعد أهم المحافل الرياضية الكونية، والبحث عن إحراز ميدالية. أحلم وأشتغل في هذا السياق على ضمان مشاركة في الأولمبياد القادم، وأسعى إن شاء الله إلى إحراز ميدالية. وأنا أثق في مؤهلاتي وإن شاء الله سأكون في الموعد في اولمبياد طوكيو المقبل .
p وأنت تخطط للأولمبياد القادم، كيف يمكن اللعب من أجل إحراز ميدالية؟
n الاستعداد للألعاب الأولمبية يجب أن ينطلق مبكرا. وأنا أعتبر مشاركة الملاكم في البطولات القارية والعالمية فرصة جيدة للتحضير شأنها شأن المشاركة في السلسلة العالمية للملاكمة الاحترافية. نعم، نتوفر على شروط جيدة للتحضير، لكننا نتمنى مع ذلك أن ترتفع درجة الاهتمام بهذه الشروط وأن يتم تطوير وسائل الاستعداد داخل مركز الاستعدادات مثل التغذية، التطبيب والاهتمام كذلك بقاعة للإعداد البدني.
p بالرجوع إلى أجواء بطولة إفريقيا، ما هي المباراة الأصعب التي خضتها؟
n كل المباريات كانت قوية، ولكن أصعبها كانت في النزال الذي جمعني بالملاكم الكونگولي الذي كان قويا و يهجم بقوة و شراسة وكان مدعوما بقوة من الجماهير الكونگولية .