في لقاء القنيطرة حول مناقشة مشاريع المقررين التنظيمي والتوجيهي للمؤتمر الوطني العاشر للحزب
في إطار الإعداد للمؤتمر الوطني العاشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وبعد مصادقة اللجنة الإدارية للحزب بالإجماع على مشروعي المقررين التوجيهي والتنظيمي يوم فاتح أبريل 2017، عقد مكتب فرع الحزب بالقنيطرة يوم الأربعاء 19 أبريل 2017 لقاءا لدراسة هذه المشاريع ومناقشتها وإغنائها بمقترحات المناضلين والمناضلات .وترأس هذا اللقاء الاخ احمد أبوه عضو المكتب السياسي للحزب ،وأطره كل من الأخ سعيد العزوزي بالنسبة للمقرر التنظيمي ،والأخ حسام هاب بالنسبة للمقرر التوجيهي ،وسير هذا اللقاء كاتب الفرع الأخ محسن عبد اللطيف ،كما تكلفت الأخت عائشة زكري بكتابة تقرير عن سير أشغاله.
حضر هذا اللقاء أعضاء مكتب الفرع ،وأعضاء الكتابة الإقليمية ،وعدد مهم من المناضلين والمناضلات ،وقطاع الشبيبة الاتحادية بالإضافة إلى القطاع الطلابي .
-في البداية أخذ الكلمة الأخ محسن عبد اللطيف مرحبا بالجميع طالبا منهم قراءة الفاتحة ترحما على أرواح عدد من المناضلين الذين لبوا نداء ربهم في هذه الأيام الأخيرة وهم المرحوم إبراهيم كرام ،والمرحوم أحمد خيار ،والمرحوم إبراهيم الجابري ، بعد ذلك وضح الإطار العام لهذا اللقاء وأهدافه والغرض الأساسي المتوخى منه ،ثم أعطى الكلمة للأخ أحمد أبوه ،عضو المكتب السياسي الذي رحب بدوره بالحضور الكريم موضحا السياق العام الذي يعرفه التحضير للمؤتمر الوطني العاشر والذي تميز بانخراط جدي ومسؤول لأعضاء اللجنة التحضيرية ولكل المسؤولين والفاعلين .كما ذكر بالأشواط التي قطعتها المؤسسة الحزبية في التحضير لهذا المؤتمر مشيرا إلى المقاربة التشاركية التي نهجتها القيادة الحزبية من أجل إشراك الجميع في تحليل ودراسة المشهد السياسي والحزبي قصد تحديد التوجهات المستقبلية .وأكد الأخ عضو المكتب السياسي على ضرورة إغناء هذين المشروعين التنظيمي والتوجيهي بأفكار وتصورات المناضلين والمناضلات والتي يرون أنها ضرورية لاكتمال الصورة حتى تكون في النهاية منسجمة مع تطلعات الكل الشيء الذي سيجعل من هذا المؤتمر الوطني بالفعل مؤتمرا نوعيا على مستوى أوراقه وأدبياته وتنظيمه .
-بعد ذلك أعطى الأخ محسن عبد اللطيف الكلمة للأخ العزوزي سعيد قصد إعطاء ملخصا عن المشروع التنظيمي .
-المشروع التنظيمي :
– في البداية أشار الأخ سعيد العزوزي إلى أن التحضير للمؤتمر العاشر انطلق في جو استثنائي تميز بالهدوء والانخراط الفعلي لكل المسؤولين الذين استحضروا إكراهات المرحلة على جميع المستويات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها مما يجعل من الضروري الارتقاء إلى مستوى هذه اللحظة قصد متابعة السير على نهج تطوري تقدمي .
-هكذا فإذا كان الحزب قد قطع أشواطا متقدمة في المؤتمر الوطني التاسع على مستوى التحديث والديموقراطية في مجال التنظيم نظرا لوجود خمس ترشيحات وخمس أرضيات مما ابرز وأكد المسار الديموقراطي لحزبنا والذي كان قد دشنه من قبل في المؤتمر الوطني الثامن ،وعمقه في المؤتمر التاسع حيث انتقل من الشرعية التاريخية إلى الشرعية الديموقراطية ، لكن الصراعات الذاتية نكدت على المناضلين نشوة هذا الإنجاز العظيم .والكل لاحظ كيف أدت هذه الصراعات الفارغة إلى تراجع عدد من المناضلين الذين اختاروا الانعزال عن الركب العام دون تحقيق نتيجة إيجابية .
ولم تكن لحظات المؤتمر الوطني الثامن والتاسع هي اللحظات الوحيدة الذي عرف فيها إبداعات تنظيمية بل إن تاريخ الحزب منذ تأسيسه صار على هذا المسار بدءا من اختيار منهجية النضال الديمقراطي سنة 1975 إلى التخلي عن لجنة الترشيحات وتنبني خيار الاقتراع السريسنة2001 .
هكذا يمكن القول إن الحزب على المستوى التنظيمي كان ديناميكيا وبشكل فعال لكن في مقابل ذلك عرف صراعات متعددة ، وعلى الرغم أنه كان يعمل دائما على تجاوزها فإنها ما فتئت تترك آثارها السلبية بطبيعة الحال .
-وبالرجوع إلى اشتغال لجنة التنظيم يمكن القول أنها اشتغلت في جو هادئ وعقدت أربعة اجتماعات طويلة واتخذت قرارات جريئة محاولة تنسيق الوضع التنظيمي مع الواقع السياسي والحزبي كي يكون أكثر مردودية .أما أهم التعديلات فيمكن تحيدها في :
-توحيد الجهاز التقريري في صيغة المجلس الوطني كأعلى هيأة تقريرية في الحزب ، هذا المجلس الذي ينتخب في أول اجتماع له رئيسا من بين أعضائه .،ويجتمع بصفة عادية مرة كل ستة أشهر على الاقل ،ويتشكل بالصفة من :الكاتب الاول والمكتب السياسي ،أعضاء اللجنة الوطنية للتحكيم والأخلاقيات وأعضاء اللجنة الوطنية للمراقبة المالية والإدارة والممتلكات ،أعضاء الكتابة الوطنية ،أعضاء المكتب السياسي المنتهية ولايته ،البرلمانيون ،أعضاء الفريقين الاشتراكيين بمجلسي النواب والمستشارين ، الكتابة الوطنية للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات ،المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية ،كتاب الأقاليم ،المنسقون الوطنيون للقطاعات الحزبية المهيكلة ،الكتاب العامون الاتحاديون للنقابات الوطنية .
-يضاف إليهم 300 عضو ينتخبون في المؤتمر الوطني على مستوى الجهات الحزبية .على قاعدة التناسب بين العدد الإجمالي للمؤتمرين للمؤتمر الوطني وعدد المؤتمرين عن كل جهة .
-الكاتب الاول :ينتخبه المؤتمر الوطني بالأغلبية المطلقة .
-المكتب السياسي: يتشكل بالصفة من الكاتب الأول ورئيس المجلس الوطني ينضاف إليهما ما بين 21و27 عضو(ة) ، ينتخب المجلس الوطني ثلثيهم ويقترح الكاتب الأول الثلث الباقي .
-الكتابة الوطنية : وهي جهاز جديد ،تدبيري مكلف بالجوانب الإدارية والتنظيمية للحزب ،وبإعداد الدراسات والبرامج وتتبع قضايا الانتخابات ، وتتكون بالصفة من الكاتب الأول ، الرئيس الاتحادي لمجلس النواب والمستشارين ،أعضاء الحزب في الحكومة ،رئيسي الفريقين البرلمانيين ،ممثل عن الأعضاء الاتحادين في كل مجلس من مجالس الحكامة ،كتاب الجهات ،رؤساء الجهات الاتحاديين ، الكاتبة الوطنية للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات ،الكاتب العام للشبيبة الاتحادية ،الكاتب العام الاتحادي للمركزية النقابية ،مدير الإعلام الحزبي ،مدير المقر المركزي ،مدير مدرسة التكوين ،رئيس مؤسسة المشروع ،بالإضافة إلى عدد من الأطر الحزبية يقترحهم الكاتب الأول ،لا يتعدى عددهم نصف أعضاء الكتابة الوطنية ،ويحدد النظام الداخلي هيكلة ووظائف هذا الجهاز .
-هكذا استعرض الأخ سعيد هيكلة باقي القطاعات كقطاع المنتخبين إقليميا وجهويا ووطنيا ، كما أعطى نبذة عن التنظيمات المجالية على مستوى الجهة والإقليم وعلى المستوى المحلي .
وأشار إلى أن أجرأة هذا المقرر يفترض تعديل وتغيير النظام الأساسي للحزب ،والنظام الداخلي.
-كما أشار الأخ سعيد إلى ان كل ما جاء في هذا المقرر التنظيمي هو اقتراحات واجتهادات سيحسم فيها المؤتمر باعتباره أعلى جهاز تقريري في الحزب .
-ومن جهة أخرى أكد على أن التنظيم هو مجرد أذاة لاجرأة افكار الحزب وتصوراته لكنه اذاة بالغة الأهمية .كما اشار إلى موقع الحزب في المشهد السياسي والذي هو موقع وازن على الرغم من ضعف نتائجنا الانتخابية .
– مشروع الورقة التوجيهية :
-أما بالنسبة لهذه الورقة فقد قام الاخ حسام هاب بتقديم تصور عام عنها ،مشيرا إلى المراحل التي قطعتها هذه اللجنة وعدد الاجتماعات والعروض التي أنجزتنها والتي ساهم بها عدد مهم من الأطر الحزبية .ثم استعرض المحاور الكبرى لهذا المشروع كما صادقت عليه اللجنة الإدارية في اجتماعها الأخير .
-هكذا أشار إلى أن هذه الوثيقة يمكن تقسيمها إلى قسمين قسم تأطيري يتحدث عن الإطار العام الذي يمكن من خلاله فهم وضعية الحزب والنتائج المحصل عليها ،وهو ما تم تسميته بالسياق الدولي ، هذا السياق الذي يوضح مختلف التطورات المتسارعة التي عرفها المجتزع الدولي .كما أشار إلى انعكاسات نظام العولمة ومختلف التحديات الذي فرضها على الدولة الوطنية بما فيها هيمنة الليبرالية المتوحشة ،وتنامي الحركات المحافظة والمتطرفة، ثم تأقلم الاشتراكية الديمقراطية للحد من هيمنة الليبرالية المتوحشة.
-القسم الثاني فيحدد توجهات الحزب السياسية على عدة مستويات :
– أولها مستوى التحالفات ، وهنا يجب تحويل السؤال من (مع من) سنتحالف إلى السؤال (حول ماذا) سنتحالف ؟ والجواب هو أنه يجب أن نتحالف حول البرامج لان تحالفاتنا السابقة بينت عدم نجاعتها خاصة وأن كل القوى اليسارية والحداثية والديمقراطية أصبحت تعيش تشتتا واضحا بحيث يصعب القيام بتجميعها .من هنا ليس هناك حرج في التحالف مع القوى الليبرالية الوطنية المناهضة الليبيرالية المتوحشة .
– هذا السؤال يدفعنا إلى سؤال آخر هو أية استراتيجية انتخابية خاصة وأن وضعيتنا داخل المؤسسات التمثيلية تساؤلنا بعمق حول ما العمل لكي نصبح أكثر جاذبية ؟ كيف نقضي على ظاهرة العزوف ؟ما هو الدور المنوط بالأحزاب اتجاه هذه الإشكالية ؟
إذن هنا لا بد من أن يدور التنافس على مستوى البرامج السياسية والمدنية في ظل ظروف خالية من سلطة المال والدين .
-ثم هناك سؤال آخر هو :أية إدارة ترابية ؟ وبطبيعة الحال إن الحزب يؤكد على أن مستوى الجهوية مجال واعد بامتياز لتصريف المشروع الاقتصادي التنموي ، ومجال ناجح للقضية الوطنية .
-وفي الأخير تحدث عن التأطير السياسي لبرامج الحزب الأساسية وهي تتعلق بالأوراش الكبرى (مثل القضايا المؤسساتية وذلك بتعديل عدد من القوانين التنظيمية مثل قانون الاحزاب .إصلاح منظومة العدالة.)
-النموذج الاقتصادي الناجح للبلاد ، نظام الحماية الاجتماعية ،المشروع المجتمعي ،وأخيرا المسألة الدينية والثقافية واللغة والتواصل .
-مباشرة بعد استماع المناضلين والمناضلات للمداخلتين فتح باب النقاش الذي كان غنيا ومثمرا يعبر عن الاهتمام الذي أولاه الحاضرون لهذه المشاريع .
-هكذا أكدت كل المداخلات على أهمية التكوين ، وعلى ضرورة الاهتمام بالجميع لكي يجد الكل مكانه داخل الحزب ،كما أكد البعض على تعميق الوضوح الإيديولوجي ،خاصة بالنسبة لمواضيع مثل الدين والمساواة والتعليم ،وعلى تعميق الديموقراطية الداخلية ، الاهتمام بالطبقة الوسطى ،البحث عن آليات لاسترجاعها ،تجاوز الذاتية والشخصنة ،التفكير في صيغة لتحرير المؤتمر من الضغط الانتخابي وذلك بعقد مؤتمرين ، مؤتمر فكري للنقاش ومؤتمر تنظيمي من أجل انتخاب الأجهزة .
-بعد انتهاء النقاش أخذ الكلمة الأخ أبوه عضو المكتب السياسي وحيىى تفاعل المناضلين والمناضلات على تفاعلهم مع الوثيقتين ،واعتبر أن هذا اللقاء يجب أن ينجز حوله تقريرا ثم بعد ذلك يجتمع الإقليم بأجمعه قصد إغناء هذا النقاش واكتمال الأوراق .
-بعد ذلك تناول الكلمة الإخوة الآخرون قصد الإدلاء ببعض التوضيحات الضرورية مؤكدين على الأخذ بعين الاعتبار كل الاقتراحات التي تم الإدلاء بها .
-وختم الاخ كاتب الفرع محسن عبد اللطيف هذا اللقاء منوها بالجميع على الجو الرائع الذي تمت فيه العروض والمناقشات .
وقبل الختم النهائي لهذه الأمسية أشار الأخ البشير الجابري الكاتب الإقليمي غلى أن الكتابة الإقليمية ستعقد لقاءا آخر يوم الاثنين 25 أبريل 2017 لتعميق النقاش حول الوثيقتين على الساعة السادسة مساءا بمقر الحزب داعيا الجميع إلى الحضور والمساهمة .