أرقام قياسية تتحطم بالدوحة

بات الحارس المغربي العملاق ياسين بونو أول حارس إفريقي يحافظ على نظافة شباكه في ثلاث مباريات في نسخة واحدة من نهائيات كأس العالم لكرة القدم، بعد العبور التاريخي لـ»أسود الأطلس» إلى نصف نهائي مونديال قطر 2022 بالفوز المدوي 1 – 0 على البرتغال، مساء السبت.
وحقق بونو، حارس إشبيلية الاسباني، هذا الإنجاز في المباراة الافتتاحية أمام كرواتيا (0 – 0)، ثمن النهائي ضد إسبانيا (0 – 0 وفوز 3 – 0 بركلات الترجيح (عندما تعملق متصديا لركلتين ترجيحيتين)، وفي ربع النهائي ضد البرتغال (1 – 0).
ولم يشارك أفضل حارس في الدوري الإسباني الموسم الماضي في الفوز 2 – 0 على بلجيكا في المباراة الثانية من دور المجموعات، بعدما كان ضمن التشكيلة الأساسية وخاض فترة الإحماء ووقف مع زملائه خلال عزف النشيد الوطني لكنه شعر بالدوار عقبها، فقرر مدربه وليد الركراكي عدم المجازفة بمشاركته ودفع بحارس مرمى الوحدة السعودي منير المحمدي مكانه.
وأنهى المنتخب المغربي لكرة القدم اللعنة التي طاردت المنتخبات الإفريقية في عبور دور الثمانية ببطولة كأس العالم، بعدما تأهل للدور قبل النهائي في مونديال قطر 2022 للمرة الأولى في تاريخ المنتخبات العربية والأفريقية.
ورغم أن المنتخبات الأفريقية حققت نتائج جيدة على مستوى بطولات الناشئين والشباب والدورات الأولمبية إلا أنه لا يوجد منتخب عربي أو إفريقي نجح في عبور دور الثمانية على مستوى الرجال، باستثناء الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب المغربي في النسخة الحالية من البطولة.
وكانت أحلام المنتخبات الأفريقية متمثلة في الظهور المشرف أمام أفضل منتخبات العالم، وكان أقصى طموحها هو عبور دور المجموعات.
ولكن ارتفعت الأحلام بعد نسخة كأس العام 1990 في إيطاليا عندما وصل المنتخب الكاميروني لدور الثمانية بعدما حقق انتصارين أمام الأرجنتين 1 – 0 وأمام رومانيا 2 – 1، وخسارة أمام الاتحاد السوفيتي 0 – 4، ولكنه تصدر مجموعته.
وفي دور الستة عشر عبر المنتخب الكاميروني، نظيره الكولومبي بنتيجة 2 – 1، ليواجه نظيره الإنجليزي في دور الثمانية ولكنه خسر 2 – 3 وانتهت معه أحلام الأفارقة.
ولكن في مونديال 2002 بكوريا واليابان عادت أحلام الأفارقة مرة أخرى، وكان البطل هذه المرة هو المنتخب السنغالي، الذي تمكن من الفوز على فرنسا 1 – 0 وتعادل مع الدنمارك 1 – 1 والأوروغواي 3 – 3 ليعبر دور المجموعات في المركز الثاني.
وفي دور ثمن النهائي واجه المنتخب السنغالي نظيره السويدي وتغلب عليه 2 – 1، قبل أن يواجه المنتخب التركي في دور الثمانية ويخسر بهدف نظيف ليظل أفضل إنجاز للمنتخبات الأفريقية في المونديال هو الخروج من دور الثمانية.
ولكن زادت الآمال والأحلام مع المنتخب الغاني في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، حيث كان وقتها يضم المنتخب الغاني مجموعة من النجوم بقيادة جيان أسامواه وأندريه أيو.
وتألق المنتخب الغاني في تلك النسخة من البطولة واستطاع أن يحتل المركز الثاني في مجموعته بعد الفوز على صربيا 1 – 0 والتعادل مع أستراليا 1 – 1 والخسارة أمام ألمانيا (0 – 1).
وفي دور ثمن النهائي تغلب المنتخب الغاني على نظيره الأمريكي 2 – 1، ليصعد لدور الثمانية حيث واجه منتخب أوروغواي وخسر بركلات الترجيح، بعدما انتهى الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، في مباراة شهدت جدلا كبيرا بعدما أبعد لويس سواريز رأسية من جيان أسامواه من على حط المرمى ليحتسب الحكم ركلة جزاء أهدرها أسامواه.
ولكن في مونديال 2022 استطاع المنتخب المغربي أن يكسر هذه اللعنة، وأن يحقق مفاجآت من العيار الثقيل بتصدره لمجموعته في البطولة إثر التعادل مع كرواتيا، وصيف بطل العالم، سلبياً، والفوز على المنتخب الكندي 2 – 1 ثم الفوز على المنتخب البلجيكي بثنائية.
وتمكن المنتخب المغربي في دور ثمن النهائي من عبور المنتخب الإسباني، أحد أبرز المرشحين لنيل اللقب، بعدما تغلب عليه 3 – 0 بركلات الترجيح.
وفي دور الثمانية واجه المنتخب المغربي نظيره البرتغالي، بقيادة كريستيانو رونالدو، واستطاع تحقيق الفوز بهدف نظيف ليصعد للدور قبل النهائي في سابقة تاريخية للمنتخبات الأفريقية.
وعن إنجاز المنتخب المغربي في النسخة الحالية من البطولة، قال الناخب الوطني وليد الركراكي: «عادت إفريقيا إلى خارطة كرة القدم اليوم. لدينا العقلية. كنا نعلم أن بإمكاننا كتابة تاريخ جديد لأفريقيا».
كما أصبح المنتخب الوطني المغربي صاحب أقوى دفاع في المونديال، بعدما تلقت شباكه هدفا واحدا، وكان بنيران صديقة بواسطة نايف أكرد في مباراة كندا، التي فاز بها الأسود 2 – 1.
وبدوره حطم الناخب الوطني وليد الركراكي، رقمه السابق، بعدما سجله في دور الربع، عندما أصبح أول مدرب عربي وإفريقي يبلغ هذا الدور، لكنه رفع سقف التحدي، بعدما بات أول مدرب عربي وإفريقي يدخل المربع الذهبي.


بتاريخ : 12/12/2022