أكدت مصادر طبية لـ «الاتحاد الاشتراكي» أنه تم رفع مستويات الرصد واليقظة الصحية للتعامل مع الحالات الممكن تسجيل إصابتها بمرض جدري القردة، خاصة بعد ظهور أول حالة في مدينة مراكش، مبرزة أن المريض يوجد في وضعية صحية مستقرة حيث تم تفعيل إجراءات العزل الصحي وبأنه يتلقى العلاج، مضيفة بأن المراقبة تشمل المخالطين المفترضين كذلك، وهو ما أوضحته وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في بلاغ لها، إذ أشارت إلى أنه بعد التوصل بنتائج التحاليل المخبرية للحالة المؤكدة، باشر المركزان الوطني والجهوي لعمليات طوارئ الصحة العامة، بالإضافة إلى فرق الاستجابة السريعة، التحريات الوبائية المعتمدة من أجل حصر لائحة جميع المخالطين للمصاب، بهدف مراقبتهم واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع تفشي الفيروس، وفقا لمعايير السلامة الصحية الوطنية والدولية، مشددة على أنه لم تظهر على المخالطين أي أعراض حتى الآن.
وعلاقة بالموضوع، أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كوفيد 19، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن الأوبئة المختلفة قابلة للانتشار في كل وقت، مشددا على أن هذا الوضع يجب التعامل معه بكثير من التبصر وعدم السقوط في التهويل، مبرزا بأن المغرب اتخذ ومنذ مدة كل التدابير الضرورية لرصد أي حالة محتملة وللتعامل معها، من أجل تطويق الأمر والحيلولة دون تحولها إلى بؤرة وانتشار الإصابات. وأوضح رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية أن رصد الحالة المسجلة في مراكش يؤكد نجاعة المنظومة والإجراءات المتبعة للتعامل مع هذا الوضع، وبأن المريض يخضع للعلاج وفقا للبروتوكول المعمول به في مثل هذه الحالات.
وأبرز الدكتور عفيف، أن جدري القردة، مرض ليس وليد اليوم، وتعرف حالات الإصابة به انتشارا في عدد من الدول، مشيرا إلى أن أعراضه تتوزع ما بين الحمى والوهن والصداع في الرأس إضافة إلى ظهور بتور وطفح جلدي، قد يشبه إلى حدّ ما «بوشويكة». وأكد الخبير الطبي أن أعراض الداء قد لا تظهر مبكرا وقد تمتد خلال مدة زمنية تتراوح ما بين 3 و 21 يوما، داعيا الأشخاص الذين قد يحسون بأي عارض صحي إلى عدم مخالطة المحيط، سواء الأسري أو المهني أو غيره، مشددا على ضرورة عرض المعني بالأمر لنفسه على المصالح الصحية للتأكد من طبيعة الإصابة التي يعاني منها واتخاذ ما يلزم من إجراءات ترتبط بهذا الموضوع.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في وقت سابق عن أن ارتفاع حالات الإصابة بمرض جدري القردة يشكّل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا، مشددة على ضرورة اتخاذ ما يلزم من تدابير للمساعدة على تطويق الحالات وعلى علاج المصابين، بما في ذلك إرسال اللقاحات الضرورية للمناطق المعنية، خاصة على مستوى بعض دول إفريقيا.