أعْلى قليلاً من مشيئةِ الْقتلةِ!

كانوا إخوةً بريشٍ فاحمٍ، وخريفٍ طويلٍ
يجرّون الرّيحَ من ضفيرتِها إلى منامِ الْقوافلِ
منْشدينَ: باسمْ الرّبّ، نشُكّ خاصرةَ أصْغرِنا
ونصيرُ منارةً للْعواصفِ، والْخيولِ
وباسمِ الرّبّ، فاضَ الْوردُ من خاصِرَتي
وغاصَتِ الْعواصمُ القديمةُ
في الْعطرِ، والدّمِ!

باسمِ الرّبّ، بنَوا سقيفةً من عيدانِ الْورْدِ
وحِمْلِ أصْغرِهمْ من طمأْنينةِ الْمرْضعاتِ
واسْتظلّوا بِراياتِهمْ، وغُبْرةِ الرّاحلينِ
باسْمِ الرّبّ اشْتبكَ الْوردُ بالْوردِ
بين هاوِيتيْنِ، وحافةٍ
ووصلْنا غيْثاً بغيْثٍ
وشرْفةً بمديحٍ قديمٍ
وباسْمِ الرّبّ، ظلّت خاصِرتي الْمفتوحةُ
أوْسعَ من ليْلِ الْغربةِ
وأعْلى قليلاً من مشيئةِ الْقتلةِ!


الكاتب : فتح الله بوعزة

  

بتاريخ : 03/06/2022