أغلبهم من الشباب، وأطباء يحذرون من انتكاسة وبائية جديدة على غرار ما تعيشه دول أخرى : 4 ملايين ونصف شخص يحولون دون تحقيق المناعة الجماعية ضد «كورونا»

استدعى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمس الجمعة، أعضاء اللجنتين الوطنيتين التقنيتين، الأولى التي تسهر على تدبير مواجهة جائحة كورونا والثانية المختصة بالتلقيح، وذلك لتدارس السبل الكفيلة بإنعاش حملة التلقيح الوطنية ضد فيروس كوفيد 19 التي عرفت معدلاتها تراجعا يوميا على مستوى أعداد الملقحين خلال الأسابيع الأخيرة، خلافا لما كان عليه الأمر في البدايات أو بعد الإعلان عن الشروع في العمل بـ «الجواز الصحي».
ودعا خالد آيت الطالب الأعضاء الخبراء ومجموعة من الأطر إلى المساهمة في هذا اللقاء، من أجل تقييم الوضعية الوبائية من جهة، وتدارس أشكال الرفع من الاستجابة الشخصية للمواطنات والمواطنين وتحفيزهم للحصول على جرعات اللقاح الضرورية لتحقيق المناعة الجماعية ضد الفيروس من جهة ثانية، سواء بالنسبة لغير الملقّحين بشكل كلي، الذين يتعين عليهم الحصول على جرعتهم الأولى، أوالذين عليهم استكمال برنامج الجرعات، خاصة في صفوف فئة الشباب ما بين 18 و 30 سنة، التي تشكل النسبة الأكبر من غير الملقحين، والتي تتميز بالحركية والتفاعل مع الغير على نطاق واسع، الأمر الذي يشكّل عامل خطورة قد يؤدي إلى انتكاسة وبائية جديدة.
وأكد عضو باللجنة العلمية لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن عدد الأشخاص الذين «يحولون دون تحقيق المناعة الجماعية يصل إلى 4 ملايين ونصف مواطن ومواطنة»، مشددا على أن اللجنة «لا تفرض التلقيح على من لديهم ملفات طبية تؤكد صعوبة الأمر عليهم من الناحية الصحية» مبرزا أن «مصالح وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تنكب على دراسة كل الملفات التي تم تقديمها لها من أجل البت فيها»، وبأن «دور اللجنة هو استشاري وتقديم مجموعة من المقترحات التي يبقى للجهات المختصة صلاحية اتخاذها أو اقتراح بدائل لها، لكن ذلك لا يلغي حثها على ضرورة اللقاح لأجل أهميته في الحماية من التبعات الصحية الوخيمة التي قد تترتب عن الإصابة بكوفيد 19».
وفي السياق ذاته، شدد طبيب مختص في التخدير والإنعاش في تصريحه للجريدة، على أن احتمال إصابة 6 آلاف شخص بمضاعفات فيروس كوفيد 19 سيؤدي إلى أزمة صحية على مستوى مصالح الإنعاش والعناية المركزة، محذرا من خطورة الوضع الوبائي الذي تعرفه العديد من الدول التي تعيش حالة حرب حقيقية ومواجهة ليست بالهينة مع الوباء، مما جعل بعضها يفرض حجرا صحيا في المنازل على غير الملقحين، بينما طبقت أخرى حالة حجر صحي شامل لمدة زمنية محددة، بعد أن تفشى الفيروس من جديد. وأكد المتحدث أن هذه المشاهد ليست بالمستبعدة ويمكن لنا أن نعيشها في الأسابيع المقبلة، لأنه كلما عرفت أوروبا موجة وبائية إلا وشهد المغرب مثلها في فترة لاحقة، وهو ما يتطلب يقظة وحذرا شديدين وتعبئة جماعية للرفع من منسوب التلقيح تفاديا لكل السيناريوهات القاتمة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 20/11/2021