أقاليم جهة الشرق تناقش مشاريع المؤتمر الوطني 11

تم عرض مشاريع أوراق المؤتمر 11، السياسية والتنظيمية، ومناقشتها، أيام: 29 دجنبر بجرسيف، 31 دجنبر بفكيك، 5 يناير ببركان وجرادة والناظور-دريوش، 6 يناير بتاوريرت ووجدة لتتوج هذه اللقاءات الإقليمية بلقاء جهوي بوجدة يوم 7 دجنبر لصياغة تقرير تركيبي لاقتراحات وملاحظات وتوصيات مناضلات ومناضلي الشرق، ورفعها إلى رئيس اللجنة التحضيرية ورئيسي اللجنة السياسية واللجنة التنظيمية المنبثقتين عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني11 الذي سينعقد أيام 28-29-30 يناير 2022.
أيام تاريخية شهدتها جهة الشرق بامتياز نضالي سياسي تنظيمي وبعناوين؛ الوفاء، الصدق، الإخلاص والصمود، الجدية والمسؤولية….
انعقدت اللقاءات في جو احتفالي وبروح نضالية وغيرة اتحادية، وبحضور كتاب الأقاليم، أعضاء المجلس الوطني، النائبة والنواب البرلمانيون والمستشار البرلماني، المنتخبون والمنتخبات في مختلف المجالس المحلية والغرف المهنية، نساء وشباب جهة الشرق، الكل كان حاضرا ومنخرطا، فاعلا ومساهما، واعيا ومسؤولا… وكانت اللقاءات الإقليمية من تأطير الشيخ الفقيه الأستاذ بنيونس المرزوقي رئيس اللجنة السياسية (عرض مشروع الورقة السياسية) وعبد السلام المساوي عضو المجلس الوطني وعضو اللجنة التحضيرية (عرض مشروع الورقة التنظيمية) وحضور وازن وفعال للدكتور الهبري الهبري الكاتب الإقليمي لتاوريرت وعضو المجلس الوطني واللجنة التحضيرية… وعرف اللقاء الجهوي حضور عضوي المكتب السياسي الأخ سعيد بعزيز والأخت مراس ابتسام….
روح القائد الكاريزمي والزعيم التاريخي سي عبد الرحيم بوعبيد كانت صمام الأمان والوفاء، الجميع استحضر باعتزاز وأنافة، استحضر شموخ الفقيد، استحضر مواقفه وحكمته، إرثه ووصاياه…. ارتح يا عبد الرحيم فمازلنا وسنزال على الطريق…. وكلمات التأبين التي قالها المجاهد عبد الرحمان اليوسفي يوم توديعنا لك مازالت موشومة في عقل ووجدان الاتحاديات والاتحاديين بقيادة الكاتب الأول الأستاذ إدريس لشكر، الابن السياسي الشرعي لمدرسة بوعبيد.
الاتحاديات والاتحاديون رفعوا التحدي وكسبوا الرهان، في وجدة، الناظور، بركان، جرادة، ادريوش، كرسيف، تاوريرت وفكيك، الاتحاد الاشتراكي حزب قوي، بتاريخه، بتضحياته، بمشروعه، بنخبه، بقيادته، بماضيه وحاضره ومستقبله… ونجحت اللقاءات الإقليمية واللقاء الجهوي وحتما سينجح المؤتمر؛ مقدمات ناجحة تؤدي إلى نتائج ناجحة، وما بدأ عظيما سيستمر عظيما…
الاتحاديات والاتحاديون بجهة الشرق سعداء وهم منخرطون بوعي ومسؤولية، بقناعة وإيمان، في مناقشة مشاريع أوراق المؤتمر 11، والاتحاديات والاتحاديون بجهة الشرق سعيدون بكاتبهم الأول وبقيادتهم السياسية…
سقط القناع عن القناع والاتحاد الاشتراكي يعلو….
الاتحاديات والاتحاديون بجهة الشرق سعداء بحزبهم وبتدبير حزبهم في تحضير إنجاح المؤتمر الوطني 11. هذا هو أهم ما في الموضوع كله. والاتحاديات والاتحاديون أسعد وسط هاته الضجة المفتعلة باللحمة التي اكتشفوا أنها لازالت تسكن المسام منهم، وبالروح الاتحادية التي آمنوا أنها كانت فقط معلوة ببعض الغبار، يكفي أن تمسحها بعناية وعقلانية لكي تعود المعادن الأصيلة إلى لمعانها العريق.
هذا هو درسنا الأهم اليوم… البقية شرود
لا نستطيع أن نعدكم بأن الاتحاد الاشتراكي سيتوقف عن تقديم الدروس وعن إطلاق الصفعات النضالية نحو أولئك الذين يتخيلون كل مرة واهمين أنهم أكبر من هذا الحزب ومن هؤلاء الاتحاديين والاتحاديات الأصيلين والصادقين.
والاتحاديات والاتحاديون منخرطون في إنجاح هذه المحطة التاريخية، والاتحاد الاشتراكي يشتغل، يفكر ويبدع، اكتشفنا محترفي الكآبة الذين كنا نعرف قبل هذا الوقت بكثير أنهم لا يحلمون لنا إلا بالجنازة التي سيشبعون فيها لطما، وها نحن نتأكد من الأمر مجددا.
أولئك الذين يستسرعون «موت» الاتحاد الاشتراكي ليرقصوا فرحا ويرددوا «لقد أدينا المهمة بنجاح»….
أولئك الذين يجدون الوقت الكافي في أيام الجد هاته لكي ينشغلوا ب»تدمير» الاتحاد الاشتراكي، أولئك الذين يصبون أحقادهم وعداءاتهم على الاتحاد الاشتراكي ويجرونه إلى الجدالات الغبية والحسابات السياسوية البليدة التي تمليها قوى الريع والانتهازية…
أولئك الذين يريدون تحويل أنظارنا عن المعركة الأهم، المعركة من أجل بناء مستقبل الاتحاد ليبقى كبيرا وشامخا، ويقترحون علينا يوميا من قلب احترافهم للكآبة معارك هامشية تهمهم لوحدهم لكي يسمعونا صوتهم بعد أن تأكدوا أن الاتحاديات والاتحاديين قد أشاحوا عنهم النظر.
أولئك الذين يغتاظون ويغضبون حين يرون أن الاتحاد الاشتراكي يسير أموره بطريقة حكيمة تستحق الاحترام والتقدير… وأن المؤتمر الوطني 11 ناجح بإرادة الاتحاديات والاتحاديين الأصيلين المتأصلين، الصامدين الصادقين المخلصين….
غياب النضج عند من يقدمون أنفسهم «محللين وخبراء وإعلاميين وأساتذة»، خلاصة أليمة تتأكد مع توالي الأيام وتكشفها بجلاء طريقة تعاطي هذه الفئات «الحاقدة» مع الحزب ومع ما يعرفه من تحضير جدي هادف ومسؤول لإنجاح المؤتمر الوطني11… لقد جعلنا هذا الوباء الطبيعي نكتشف ببساطة أننا نواجه الوباء السياسي أيضا… لن تخيفنا الدمى..
هذه الفئات التي تمنح لنفسها التدخل والدلو بدلوها في الحزب وفي مؤسسات الحزب وقيادته، وهي تشرعن لهذه التدخلات من منطق الانتماء إلى «النخبة» و «نخبة النخبة» تكشف عن قصر نظر غير مسبوقة، بل أنها تكشف عن «هوس» غريب في التأليب والتحريض والحقد على حزب الاتحاد الاشتراكي…
فئات تهفو إلى أن يتحول حزب الاتحاد الاشتراكي، الذي يدبر أوضاعه ومشاكله، مهما كانت درجتها وحدتها، وهو يضع نصب الأعين، الاستقرار والتفرغ للتفكير في الوطن أولا، (يتحول) إلى بؤرة نار تلتهم كل شيء.
السقوط الذي تريده هذه الفئات، سيكون سقوطا نهائيا للأقنعة التي ترتديها، سقوطا لأحلام وخيالات تراودها في أن يتحول الحزب إلى حفرة عميقة تبتلع تاريخا عمر طويلا… ببساطة شديدة لأنه تأسس على ركيزة الاختيار المبدئي الصادق.
هذه الفئات، ولتعنتها وقصر نظرها وغياب حصافة فكرية لديها، ولكونها سجينة الارتزاق السياسي والإعلامي، ولكونها مسخرة، تتناسى أن ميزة وتميز الاتحاد الاشتراكي في لحمته، لحمة هي صمام الأمان، التي تنغص قلوب هذه الفئات تحديدا وقلوب السائرين على هواها والدائرين في فلكها، وقلوب من يستعملها…
قد يكون الاتحاديون والاتحاديات غير راضين عن أوضاعهم، لكن لن يقبلوا بأن يقدموا حزبهم حطبا لنار الخصوم والأعداء وهم كثر، أولئك الذين ينتظرون نهاية الاتحاد الاشتراكي!
ولكل النافخين في الكير، البرد والسلام على هذا الحزب، وعلى مناضليه ومناضلاته…
إن حزبا صنعته النضالات العسيرة والتضحيات الجسام عصي على التافهين والتافهات…..
إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي نشأ وترعرع في حمأة النضال من أجل ترسيخ الديموقراطية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ونهج سبل التنمية الشاملة، وتعزيز دولة الحق والقانون والمؤسسات، ليشدد التأكيد من جديد على الإرادة القوية التي تحذوه لتقوية جذور التواصل وتعزيز ديناميات التفاعل مع القوى الشعبية الحية بالبلاد، التي يجمعها وإياه ميثاق التلاحم المتين والنضال المستميت، في سبيل الارتقاء بالبلاد إلى أسمى درجات النهوض والتقدم، في شروط الأمن والاستقرار والازدهار.
إنها مسؤولية جسيمة، ومهمة نبيلة، تسائلان بقوة كافة الاتحاديات والاتحاديين للنهوض بهما؛ من أجل كسب رهان التقدم والحداثة، وتوفير حظوظ مستقبل زاهر للأجيال الصاعدة…
إن واجب الوفاء والامتثال للمبادئ السامية والقيم النبيلة التي أسست لميلاد «الاتحاد الوطني/الاتحاد الاشتراكي»، وأطرت مساره السياسي، ورسخت خطه النضالي في مختلف المراحل والمحطات؛ أن يعود الاتحاديون والاتحاديات إلى الاعتصام بحبل التآلف والالتحام، على قاعدة نفس المبادئ والقيم التي جعلت من حزبهم أنموذجا فذا في الوفاء والالتزام بقضايا الشعب والبلاد، مهما كلفه من تضحيات ونكران ذات…
من كل الأقاليم ومن كل الجهات… إننا قادمون، إننا ناجحون…. وهذه المرة أقوى من كل وقت مضى… انتظرونا!
نجح وينجح التحضير… سينجح المؤتمر… عاش الاتحاد الاشتراكي.


الكاتب :   عبد السلام المساوي

  

بتاريخ : 10/01/2022