أكثر من 4 % من المغاربة يعانون من إعاقة فقدان السمع

أمراض جينية وغيرها تكون سببا في إصابة المواليد الجدد بها

أكد الدكتور لحبيب خلوفي في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن أكثر من 4 في المئة من المغاربة يعانون من إعاقة فقدان السمع، أي ما يمثل حوالي مليون و 600 ألف شخص، مشيرا إلى أن عوامل الإصابة تتوزع بين ما هو وراثي وما هو مرتبط ببعض الأمراض، مثل التهابات الأذن الميكروبية، أو الإصابة بالتهاب داء السحايا المعروف بـ «المينانجيت»، أو الرضوض، وكذا تناول نوع معين من الأدوية، بالإضافة إلى التعرض للضجيج المرتفع والصخب لمدة طويلة، والتقدم في السنّ، ثم أمراض الشرايين وغيرها.
وأبرز الاختصاصي في جراحة الأنف والأذن والحنجرة في تصريحه للجريدة أن هناك نوعين رئيسيين لنقص السمع، الأول يحدث عند إصابة الأذن الداخلية أو العصب السمعي، وفي هذه الحالة يكون نقص السمع عادة غير قابل للشفاء، أما الثاني فيحدث عندما تعجز الأمواج الصوتية عن الوصول إلى الأذن الداخلية، وقد يحدث هذا بسبب تراكم مادة «الصِّملاخ» أو ما يطلق عليه بـ «الشمع» و «الصمغ»، أو تجمع السوائل، أو بسبب تمزق طبلة الأذن، مشددا على أنه قد تتفاقم مشكلات السمع إذا لم يتم علاجها. وأوضح الدكتور الخلوفي أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن 5 في المئة من سكان العالم يعانون من هذه الإعاقة، أي ما يمثل حوالي 360 مليون شخص مصابون بإعاقة تفوق 40 ديسبل في أحسن الأذنين بالنسبة للكبار، و 30 ديسبل بالنسبة للصغار، مضيفا بأن المصابين يتوزعون ما بين حوالي 328 مليون شخص راشد وقرابة 32 مليون طفل، في حين تشير التقديرات الرسمية إلى أن 4.1 في المئة من مجموع المغاربة يعانون من هذا الخلل الصحي.
ونبّه الدكتور خلوفي إلى أن هناك حالات لفقدان السمع عند الأطفال يتم تسجيلها منذ الولادة، التي تشكل نسبة مهمة وقد تتطور إلى إعاقة كبيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل جدي، مبرزا أنها تكون نتيجة لأمراض جينية، وأمراض كروموزومية، وكذلك لأمراض أثناء فترة الحمل تصيب الأمهات. وأوضح المختص أن هذه الحالات تتطلب تشخيصا مبكرا حتى يتم علاجها ليتمكن الطفل من التمتع بانفتاحه على الأصوات لأنه سيكون عرضة في حالة العكس لعدم القدرة على النطق أيضا، مؤكدا أنه لتفادي الإصابة بهذه الإعاقة يتعين القيام بتدابير وقائية والتكفل بالحالات قبل وبعد الولادة، إذ يجب العمل على تجنيب إصابة المرأة الحامل ببعض الأمراض كي لا تنتقل وتصيب أذن الجنين، كما هو الشأن بالنسبة لمرض الحصبة والحصبة الألمانية، وداء المقوسات والنكاف … الخ. وإضافة إلى ما سبق أشار المتحدث إلى أن هناك شقّا متعلٌّقا بالتدخل الذي يكون ما بعد الولادة من خلال التشخيص المبكر في قسم الولادة، وكذلك في حال إصابة الطفل بالحمى سواء المرتبطة بالتهاب السحايا أو أمراض الأذن والأنف والحنجرة، مؤكدا أنه يتعين سواء بالنسبة للصغار أو الكبار معالجة كل الأمراض التي تهم الأذن في بدايتها قبل أن تتحول إلى أمراض مزمنة وموجبة لعمليات جراحية لا تخلو من عواقب على السمع.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 01/04/2023