أكدوا على أهميته في تمنيع المواليد الجدد.. مختصون في طب الأطفال ينبّهون معهد باستور لغياب لقاح « البي سي جي» عن الصيدليات

 

دقّ أطباء مختصون في طب الأطفال ناقوس الخطر منبهين إلى غياب لقاح «البي سي جي»، الذي يمنح المواليد الجدد مناعة ضد مرض السل، من رفوف الصيدليات، الأمر الذي قد تترتب عنه تداعيات غير مرغوب فيها. وشدّد المختصون في لقاء علمي جرى تنظيمه بالدارالبيضاء على أن العديد من الآباء والأمهات ترددوا على مجموعة من الصيدليات خلال الأيام الأخيرة بحثا عن اللقاح لصغارهم، دون أن يتمكنوا من العثور عليه، وهو ما دفع بالعديدين منهم إلى التوجه صوب المراكز الصحية العمومية بهدف إيجاد حلّ لهذا المشكل، علما بأنهم ظلوا دوما حريصين على أن يتابع الطبيب المختص لأبنائهم وضعياتهم الصحية وبرنامج تلقيحهم في العيادة.
وعلى إثر هذا الوضع المقلق، أصدرت شبكة «أنفوفاك المغرب» والجمعية المغربية لطب الأطفال بلاغا أول أمس الإثنين، أبرز من خلاله المختصون في قضايا الصحة عند الأطفال، بأنه تفاعلا مع النقاش الجاد والمهم في أوساط أطباء الأطفال المرتبط بغياب اللقاح المذكور عن الصيدليات، فقد تم ربط الاتصال من طرف ممثلي الجمعيتين بمدير معهد باستور، بالنظر إلى أن هذه المؤسسة هي التي تتوفر على ترخيص تسويق هذا النوع من اللقاحات (AMM)، وبالتالي يبقى استيراد هذا اللقاح وتوفيره من صميم اختصاصاتها. وأضاف البلاغ بأنه وعلى إثر هذا الاتصال، وبعد شرح الوضعية الحالية بكل تفاصيلها وتبعاتها، فقد تعهد مدير المعهد بأنه سيتم بذل الجهود الضرورية لكي يكون اللقاح متوفرا في الصيدليات، انطلاقا من يوم الخميس 18 يناير 2024.
وتعليقا على الموضوع، نبّه الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس شبكة «أنفوفاك المغرب» في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي، إلى أن داء السل لا يزال حاضرا في المغرب، بالرغم من كل المجهودات التي تبذل في هذا الإطار، بسبب تعدد المحددات الاقتصادية والاجتماعية التي تتداخل فيما بينها والتي تتسبب في استمرار هذه الآفة الصحية، مشددا على أن اللقاح المتحدث عنه يُمنح للمواليد الجدد خلال الشهر الأول من ولادتهم، مؤكدا على أن له أهمية قصوى إذ يعطي مناعة للملقّحين لحمايتهم من الشكل الخطير من هذا المرض.
وأوضح الدكتور عفيف، أن أهمية هذا اللقاح تفرض الحرص على توفيره بشكل مستمر وضمان عدم فقدانه، على غرار كل اللقاحات الأخرى، مشددا على أن هناك تكاملا بين القطاعين العام والخاص وشراكة يؤكد الجميع على أنها يجب أن تتسم بالنجاعة والفعالية، في مجال التكفل بصحة المواطنين، مضيفا بأن التلقيح يعد أحد أوجه هذه الشراكة، خاصة حين يتعلق الأمر بلقاحات معوّض عن مصاريفها، وبالتالي وجب صون حق المريض في اختيار الطبيب المعالج بعيدا عن كل توجيه، والعمل على توفير اللقاحات والأدوية لكي تكون في متناول الجميع، سواء توجهوا للمؤسسات الصحية التابعة للقطاع العام أو الخاص على حد سواء.
يذكر أن معهد باستور المغرب، له العديد من المهام والاختصاصات التي تتوزع ما بين تعزيز وتطوير البحث الأساسي والتطبيقي، والمساهمة في الخبرة على أساس تعاقدي، وفي التحاليل البيولوجية والاستشارة لكل فرد أو شركة أو إدارة أو أي مؤسسة جهوية، وطنية أو دولية، إضافة إلى صنع و استيراد وتصدير وتوزيع اللقاحات والأمصال والمواد البيولوجية لأغراض علاجية وتشخيصية، فضلا عن المساهمة في تدريس التخصصات البيولوجية المتعلقة بهذه الأنشطة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 17/01/2024