على عكس ما كان متوقعا ، وبعد الاجواء المشحونة التي عاشها الوضع التعليمي في المغرب في الشهور الاخيرة من السنة الدراسية ، التي شهدت اضرابات واحتجاجات متتالية شلت العملية التعلمية في أغلب المدارس العمومية واربكت الزمن المدرسي . تنفست الاسر المغربية الصعداء بعد مرور امتحانات الباكلوريا في جو عادي جدا . حيث تم الاخذ بالاعتبار الاشهر التي توقفت فيها الدراسة وهمت الاسئلة دروس ماقبل الازمة.ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص بين تلاميذ التعليم العمومي المتضررين و تلاميذ التعليم الخصوصي الذين استفادوا من الزمن المدرسي كاملا.وهو الوضع الذي لاقى ارتياحا نفسيا من قبل الاسر والتلاميذ على السواء .
هذه السنة شهدت ايضا تسجيل انخفاض هام في عدد حالات الغش في امتحانات الباكالوريا على الصعيد الوطني، حسب تصريح سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ،الذي اكد على نجاعة العمليات التحسيسية على مستوى المملكة، وبدور القانون المتعلق بزجر الغش في تقليص عدد حالات الغش على المستوى الوطني.
وبالرغم من هذه الاجراءات والآليات للحد من الظاهرة ، نتفاجأ بأساليب وتقنيات غريبة في الغش، لعل أغربها هذه السنة وكسابقة ، قمصان بتقنيات متطورة، كادت تغزو الاسواق المغربية لولا يقظة رجال الامن، إذ ضبطت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الرباط،الاثنين الماضي، قمصانا متطورة موصولة بسماعات رقمية كانت موجهة إلى المترشحين الراغبين في ارتكاب أعمال الغش في الامتحانات.حيث اوقفت الشرطة القضائية بالرباط شخصا يبلغ من العمر 20 سنة وهو في حالة تلبس بحيازة وترويج قمصان سوداء اللون، عبارة عن صدرية موصولة بجهاز معلوماتي وبسماعات إلكترونية لاسلكية، يشتبه في تسخيرها في أعمال الغش في امتحانات الباكالوريا.
الأبحاث والتحريات المنجزة في إطار هذه القضية أتاحت تشخيص هوية تلميذة من المترشحين الأحرار، كانت قد اشترت قميصا مماثلا لأغراض الغش في الباكالوريا، ليتم إخضاعها بدورها لإجراءات البحث القضائي.
وشدد مصدر أمني على أن الشرطة القضائية احتفظت بالمشتبه فيه الرئيسي تحت تدبير الحراسة النظرية، على خلفية البحث الذي أمرت به النيابة العامة المختصة، في حين تم الاستماع إلى المشتبه فيها الثانية على أساس تقديمها في حالة سراح بعد انتهاء مجريات البحث التمهيدي؛ بينما لازالت الأبحاث والتحريات متواصلة لتوقيف المتورط الرئيسي الذي يشتبه في كونه هرب هذه المعدات المحظورة من الخارج.
وسائل التواصل الاجتماعي ، من جهتها، تداولت اخبار تسريبات همت الاختبارات الجهوية في مادة الفرنسية مرفوقة بالأجوبة ، همت هذه المواضيع مختلف الجهات والشعب الأدبية والعلمية؛ على حد سواء.، يتم إرسالها أحيانا من خلال خاصية التعاليق أو عبر مجموعات «واتساب»؛ فيما يتكفل «أصدقاء مجتازي الاختبارات» بإيصالها عبر الاتصالات الهاتفية والتقنيات الحديثة في غفلة من المراقبين داخل قاعات الدرس؛ وذلك رغم توفير العديد من الآليات المتطورة المتخصصة في رصد كل الأجهزة الإلكترونية داخل الفصل، إلا أن مصدرا من وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي والتعليم العالي اوضح أن الأمر لا يتعلق بتسريب وإنما هو تداول للأسئلة بعد فترة توزيع أوراق الامتحان. وأكد المصدر أنه تم التعرف عن الأشخاص الذين قاموا بتسريب الأسئلة من قاعة الإمتحان، مشيرا إلى أنه تم حجز مجموعة من هواتف النقالة التي تم استعمالها، وتوقيف الغشاشين.
أمن الرباط يصادر قمصانا موصولة بسماعات رقمية لتسهيل الغش في امتحانات الباكالوريا : الوزارة تؤكد انخفاض ظاهرة الغش هذه السنة
الكاتب : فاطمة الطويل
بتاريخ : 13/06/2019