أهدى المنتخب الوطني الجماهير المغربية فرحة التأهل إلى المونديال لسادس مرة في تاريخ كرة القدم الوطنية، بعدما تخطى، مساء أول أمس الثلاثاء بمركب محمد الخامس، منتخب الكونغو الديمقراطية بأربعة أهداف لواحد، برسم إياب الدور الحاسم من التصفيات الافريقية.
وخاض الفريق الوطني لقاء الإياب بمعنويات عالية بعد التعادل الثمين بهدف لمثله، الذي عاد به قبل ثلاثة أيام من كينشاسا، في لقاء الذهاب، ما جعل اللاعبين يدخلون مواجهة الحسم بكثير من الهدوء النفسي، تحت مناصرة أزيد من 41 ألف متفرج أثثوا مدرجات الملعب.
وحمل الشوط الأول سوء طالع كبير، بإصابة المدافع جواد الياميق على مستوى الفخذ، في الدقيقة التاسعة، وترك مكانه لسامي مايي، وكذا الحارس ياسين بونو على مستوى الرأس، في الدقيقة 38، بعد اصطدام مع أحد اللاعبين الكونغوليين، ما استدعى تدخلا جراحيا عاجلا من طرف الطاقم الطبي للفريق الوطني، لكنه وجد صعوبة كبيرة في إكمال المواجهة، ليترك مكانه مرغما لزميليه منير المحمدي، الذي أكل المهمة بنجاح، رغم أنه استقبل هدفا في الدقيقة 77 بواسطة الرجاوي السابق بين مالانغو.
وعلى العموم، فقد بسطت العناصر الوطنية سيطرتها على مجريات اللعب، وتحكمت في زمام المبادرة، وكانت سباقة إلى كل الكرات، في ظل النهج التكتيكي الذي اعتمده الناخب الوطني، حيث راهن على كسب معركة وسط الميدان بتوظيف خمسة لاعبين زاوجوا بين الأداء الدفاعي والدعم الهجومي، ما حد من طموحات المنتخب الخصم، الذي بدا عاديا ومن دون أي خطورة يمكن أن تقلق الدفاع المغربي.
وأعلنت هذه المواجهة عن ميلاد نجم واعد في خط وسط الميدان المغربي، هو لاعب أنجي الفرنسي، وخريج مدرسة الرجاء الرياضية وأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، عز الدين أوناحي، الذي فك شفرة المواجهة في الدقيقة 21، بعدما أحسن التعامل مع كرة مرتدة من أحد مدافعي المنتخب الخصم، الشيء الذي زاد من تحرر اللاعبين، ومنحهم جرأة أكبر، فعززوا تقدمهم بهدف ثان من المهاجم الواعد طارق التيسودالي، مسجل هدف التعادل في لقاء الذهاب، حيث استغل تثاقل مدافعي المنتخب الكونغولي في الدقيقة 45 + 7، بعدما أضاف الحكم 12 دقيقة كوقت بدل ضائع بسبب إصابة الحارس بونو.
وخلال الجولة الثانية، حافظ الفريق الوطني على نسقه العالي، حيث ظهر تناغم كبير بين الثنائي طارق التيسودالي وأيوب الكعبي، الذي كان يخلق مساحات فارغة في دفاعات المنتخب الخصم، وهو ما كان يسمح لكل من أوناحي والتيسودالي باختراقات وانسلالات عبر الجهتين، تحت دعم قوي من الظهير الأيمن أشرف حكيمي.
وفي الدقيقة 55 تضاعفت الغلة المغربية بهدف ثالث حمل توقيع أوناحي، بعد مجهود فردي لتيسودالي، قبل أن يختم الرباعية أشرف حكيمي في الدقيقة 70، مستغلا كرة مرتدة من الحارس جويل كيساومبوا، الذي فشل في السيطرة على تسديدة أوناحي، الذي يمكن اعتباره مفتاح التأهل المغربي.
وبعد هذا الهدف، حصل تكاسل على مستوى الخط الدفاعي المغربي، استغله بين مالانغو بعد 30 ثانية من دخوله بديلا لويسا يوان، حيث استدار بالكرة وهزم الحارس المحمدي.
وحتى لا يسمح للكونغوليين بالتقاط الأنفاس، بادر الناخب الوطني إلى إحداث ثلاث تغييرات دفعة واحدة، فأشرك سفيان بوفال وريان مايي ويحيى عطية الله، مكان طارق تيسودالي وأيوب الكعبي وآدم ماسينا، ليرتفع النسق بعض الشيء، وكادت الحصة أن تتعزز بهدف خامس في الدقائق الأخيرة، بعد محاولة مغربية خطيرة، شهدت تبادلات كروية بين اللاعبين، لكن الفعالية في الأمتار الأخيرة لم تكن حاضرة.
وبعد الاطمئنان على النتيجة، عمد لاعبو المنتخب الوطني إلى تبادل الكرة فيما بينهم بلمسة واحدة، تحت تصفيات الجماهير الغفيرة، التي دشنت عودتها لمساندة المنتخب الوطني بأفضل طريقة، فكان هناك تماهي كبير بين اللاعبين والمناصرين، الذين أطلقوا العنان لحناجرهم وأهازيجهم، فأضفوا على المواجهة طابعا احتفاليا كبيرا.
وتعد هذه سادس مشاركة لكرة القدم المغربية في نهائيات كاس العالم بعد سنوات 1970 و1986 و1994 و1998 و2018.
أمن حضوره السادس في المونديال … أوناحي يهدي المنتخب الوطني تأهلا مستحقا وبأداء مثالي

الكاتب : إبراهيم العماري
بتاريخ : 31/03/2022