هل يكون سيناريو السنة السابعة «الاختياري» حلاّ لملف الطلبة
ويفتح الطريق لتكوين أمثل للأفواج المقبلة؟
تتواصل امتحانات طلبة كليات الطب والصيدلة إلى غاية العاشر من الشهر الجاري، وهي التي انطلقت فصولها بتاريخ 26 يونيو، بعد أن قررت الحكومة، وليس فقط الوزارة الوصية، أن تجرى هذه المحطة بعد مسار طويل من الأخذ والرد بين المكونات الحكومية وممثلي الطلبة، الذين كانوا قد أكدوا انخراطهم في أي مبادرة «صلح» للتوافق ولطي صفحات هذا الملف التي طال أمدها، والتي تسببت في هجرانهم لمدرجات كلياتهم ومقاطعة الدراسة، فالتداريب، وصولا إلى الامتحانات.
وتباينت نسب المشاركة في امتحانات كليات الطب والصيدلة بشكل يطرح أكثر من علامة استفهام حول مآل السنة، التي تتجه الحكومة لكي لا تكون «بيضاء» على مستوى الشكل، وإن كانت هذه النتيجة التي يتم تفاديها ستكون هي نفسها على مستوى المضمون، مهما اختلفت التسميات بخصوصها، في ظل ما يمكن انتظاره وتوقّعه من نسبة كبيرة في «الرسوب»، بسبب عدم مشاركة العدد الأكبر من الطلبة في هذه المحطة واستمرار تشبثهم بموقفهم ودعوتهم لإيجاد حل عملي لكل النقاط العالقة، سواء المتعلقة بالعقوبات التي صدرت في حق زملائهم أو ما يرتبط بمشكل السنة السابعة؟
وإذا كان عدد آخر من الطلبة قد اختاروا اجتياز الامتحانات، انطلاقا من حقهم في اتخاذ القرار المفيد لهم، خاصة بالنسبة للراسبين أو غيرهم، مغاربة كانوا أو أجانب، في التعليم العمومي أو الخاص، فإن إشكال السنة السابعة وكيفية معالجته لا يزال يطرح نفسه بإلحاح، خاصة وأن نسبة المقاطعين هي ليست بالهيّنة، في الوقت الذي يرى فيه الكثير من المتتبعين أن مقترح فتح الباب أمام الطلبة غير الراغبين في المناقشة في السنة السادسة وتأجيل ذلك إلى السنة السابعة بشكل اختياري، والتي يمكن أن يكون التكوين فيها على حساب الطلبة، يبقى المقترح العقلاني والعملي المطروح كخيار أمثل، للخروج من هذا النفق المسدود بابه، لأنه يتيح للرافضين الاستمرار في التكوين لسنة سابعة وفقا لمطلبهم، ويضمن بالمقابل لمن يرغبون في المناقشة في السنة السادسة والانتقال إلى تفاصيل أخرى، ذات بعد تكويني ومهني، هذه الإمكانية بعيدا عن كل «قيود» أو «حواجز».
ويطالب العديد من الآباء والأمهات، وحتى الطلبة، إلى جانب عدد مهم من المهتمين بالشأن الصحي والمتتبعين بأن يتم تغليب صوت العقل والحكمة، والتفكير في المصلحة الفضلى للوطن، في تدبير هذا الملف الذي أرخى بظلاله على كليات الطب والصيدلة وعلى الطلبة وأسرهم والمحيط الجامعي لأكثر من سبعة أشهر بشكل جد مقلق، وأن يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه في ارتباط بالموسم الدراسي الحالي، وتوفير أرضية صالحة للتكوين بالنسبة للموسم المقبل، بعيدا عن كل الإشكالات التي قد تؤدي إلى تعثره وقد تتسبب في مشاكل للأفواج المقبلة.