أندرو دومينيك في مراكش: مهمة المخرج هي توجيه الفيلم لا التحكم في كل شيء

يؤمن أندرو دومينيك، المخرج العالمي البارز، بأن دور المخرج يكمن في توجيه الفيلم دون التحكم في كل شيء، مما يسمح للعمل بأن يكتسي ألوان الحياة الطبيعية أمام الكاميرا.
وأكد المخرج الأسترالي، الذي حل ضيفا على فقرة «حوارات»، ضمن الدورة الثانية والعشرين من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن السينما تستمد قوتها من تقديم زوايا رؤية متعددة ومن قدرتها الفريدة على خلق المعنى من خلال الخيال.
وفي معرض حديثه عن فيلمه «شقراء» (2022)، المقتبس من رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة جويس كارول أوتس،(2000)، والتي تسلط الضوء على حياة مارلين مونرو، قال المخرج إنه لطالما استهوته فكرة استكشاف كيف تشكل صدمات الطفولة شخصية الراشدين.
وعبر عن ذلك قائلا إن نجمة هوليوود الراحلة جسدت في ذات الوقت «ذاتا عامة وذاتا خاصة»، نتيجة لصدمة خلقت انفصالا بين الفرد والأسطورة. وأوضح المخرج أندرو دومينيك أن هدفه الرئيس ليس تفكيك الأساطير، بل القبض على الشخصيات، مشددا على أهمية إظهار تعقيد وانسانية الشخصيات التي يقدمها.
وهو يرى أن حدس المخرج ضروري لضمان الترابط العضوي بين المكونات المختلفة للقصة.
ويعتقد أندرو دومينيك أن الممثلين غالبا ما يمتلكون إمكانات أكبر مما يوحي به دورهم أو النص الذين يشتغلون عليه، ويكون على عاتق المخرج أن يكشف هذه الامكانات.
وعرج السينمائي الأسترالي على الأهمية التي تكتسيها الموسيقى في أعماله، ذلك أنها أساسية لخلق جو حسي وتوليد ذلك «التيار العاطفي المضمر» الذي يسعى إليه في جميع أفلامه.
وتحدث من جهة أخرى عن علاقته بالنجم الأمريكي براد بيت الذي وصفه بأنه «صديق ومنتج استثنائي»، كاشفا عن تعلقه الخاص بالقصص الحقيقية وبالثقافة الأمريكية، التي طبعت شخصيته منذ الطفولة.
وبخصوص مشاريعه المستقبلية، أوضح أنه يفكر في أعمال تتناول مواضيع من قبيل الدين والذكاء الاصطناعي وأسئلة أخرى.
يذكر أن أندرو دومينيك ولد في ويلينغتون بنيوزيلندا سنة 1967، ثم انتقل إلى أستراليا حيث درس السينما في كلية فيكتوريا للفنون. أخرج أو ل أفلامه الروائية الطويلة «تشوبر» (2000)، المستوحى من حياة المجرم مارك تشوبر ريد، الذي لعب فيه دور البطولة إريك بانا، وهو الفيلم الذي أكسبه شهرة عالمية ورسخ مكانته كمخرج واقعي جريء. ونال دومينيك إشادة واسعة من النقاد عن فيلمه «اغتيال جيسي جيمس على يد الجبان روبرت فورد» (2007)، وهو فيلم ويسترن حظي بالثناء بسبب تصويره السينمائي الشاعري، ولعب فيه البطولة براد بيت.
واصل بعد ذلك استكشافه لموضوعات الغموض الأخلاقي وخيبة الأمل في فيلم “قتلهم بهدوء” (2012)، الذي عمل فيه مجددا مع براد بيت، قبل أن يتعم ق في دراسة هوية ونفسية المشاهير في فيلم “شقراء” (2022)، الذي قد م صورة جريئة عن حياة مارلين مونرو، من بطولة آنا دي أرماس.
كما أخرج عددا من الأفلام الوثائقية الموسيقية التي نالت استحسان النقاد، من أبرزها «مرة أخرى مع الشعور» (2016)، و»هذا ما أعرفه حقا» (2022).


بتاريخ : 06/12/2025