أندري أزأندري أزولاي مؤبنا الحاجة الحمداوية : «كانت الحاجة الحمداوية أيقونة الشعب»

 

بكل عفويتها، بساطتها، حبها للحياة، وانفتاحها على جميع الحساسيات والثقافات، حضرت الحاجة الحمداوية ذات دورة لمهرجان الاندلسيات الأطلسية بالصويرة سنة 2018. أشاعت الكثير من الحب، النوستالجيا، والفخر بالانتماء لاستثناء مغربي يجد صورته في قيمة التساكن النبيلة بين مختلف التيارات الحضارية، والعقائد الدينية والانتماءات العرقية.
بخطاب نابع من قلبها الطفولي، أعادت الحاجة الحمداوية ضبط نبضات قلوب الحضور على إيقاع صور الزمن الجميل، قيمه، ذاكرته الانفعالية الراسخة التي أدخلت محبيها في حالة من الحزن إثر وفاتها عن سن 91 سنة بعد مسار طويل ومشرق أثرى وبصم فن العيطة المغربية.
أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، عبر عن عميق تأثره بوفاة الحاجة الحمداوية، يستعيد بكثير من العاطفة والحنين ذاكرة الفقيدة.
«لقد استمعت إلى أول سهرة للحاجة الحمداوية منذ زمن طويل، لتبقى راسخة للأبد في مخيالي حيثما كنت. لقد كانت محط اهتمام ووله الكبار، أحبها الجميع كما كانت أيقونة الشعب… أنا حزين لرحيلها. حين أفكر في الحاجة الحمداوية تحضرني البهجة، المتعة، الشغف، و الفخر لأنها كانت تجسد مغرب الموهبة و مغرب الجرأة. إذ لم تكن يوما مترددة أو راعشة في علاقة باختياراتها على مستوى النص أو الإبداع فوق المسرح». صرح أندري أزولاي مستعيدا ذكرى ورمزية الحاجة الحمداوية.
على منصة الدورة الخامسة عشر لمهرجان الأندلسيات الأطلسية بالصويرة المنظم من طرف جمعية الصويرة موكادور، اختزلت كل من الحاجة الحمداوية ورايموند البيضاوية حقيقة التاريخ المشترك، والمصير الواحد، وآلاف السنين من العيش المشترك بين المسلمين واليهود على أرض الاستثناء المغربي.
«السهرة التي أهدتنا بمدينة الصويرة في أكتوبر 2018، فاقت كل ما يمكن أن نتمناه أو نعيشه في ليلة واحدة… شخصيتان استثنائيتان فوق الخشبة، لكل واحدة أسلوبها، لكنهما قريبتين جدا و قويتين في تقاسمهما « استعاد أندري أزولاي بكثير من الحين لحظات السهرة المشتركة بين الحاجة الحمداوية ورايموند البيضاوية.
بعيدا عن الخشبة، و بكل تلقائية، انخرطت الحاجة الحمداوية في تمرين البوح الجميل سنة 2018 بدار الصويري في إطار اللقاء العلمي المنظم حول موضوع «أهمية الرابط و المكان» ضمن فعالية المهرجان أعلاه. كانت شهادتها إلى جانب رايموند البيضاوية تمظهرا نابضا للترابط الثقافي، الموسيقي والإنساني الذي طبع المسارين الفنيين المتلازمين لأيقونتي الموسيقى الشعبية المغربية.
«لقد كانت تعطينا صورة هذا المغرب الراسخ في تقاليده، ولكن في حضور استثنائي عصري مبدع وكاريزمي» أكد أندري أزولاي في شهادته حول الميزات الاستثنائية ل» ديفا « الفن الشعبي المغربي.


الكاتب : عبد العالي خلاد

  

بتاريخ : 15/04/2021