ذكرت مصادر إعلامية إسبانية أن مدريد تريد دفع الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى اتفاق مع المغرب لمساعدته على مواجهة التدفق الكبير للمهاجرين السريين شبيه بالاتفاق الذي توصلت إليه مع تركيا والذي أعطى نتائج مهمة السنة الفارطة.
وتشير أرقام متعلقة بالموضوع أن أعداد المهاجرين القادمين إلى اليونان عن طريق تركيا انخفضت سنة 2017 بنسبة 77% نتيجة للمساعدات التي قدمها الاتحاد لتركيا، في حين ارتفع عدد المهاجرين السريين الذين وصلوا إلى إسبانيا خلال نفس الفترة بنسبة 101.4% وهو ما أصبح يتطلب بالنسبة لإسبانيا تقديم مساعدات أوروبية مماثلة للمغرب لمواجهة هذه الظاهرة.
وفي هذا الإطار صرح كاتب الدولة الإسباني لشؤون الأمن خوسي أنطونيو نييتو، ليومية « أب س « أن المغرب يبذل جهودا كبيرة في إطار تعاونه مع إسبانيا بخصوص ملف الهجرة، مضيفا أن الاتفاق الذي عقد مع تركيا أعطى ثماره لكن في المقابل فإن المغرب الذي يفي بالتزاماته بخصوص محاربة الهجرة السرية لم يحصل على مساعدات مماثلة هو بحاجة إليها بما في ذلك المساعدات ذات الطابع الاجتماعي لمواجهة التدفق الكبير للمهاجرين السريين الذين يصلون إلى المغرب،
بالإضافة إلى المتطلبات ذات الطابع الأمني واللوجستيكي.
ومعلوم أن الاتحاد الأوروبي وتركيا توصلا لاتفاق في مارس 2016 يقضي بإغلاق أنقرة للطريق الرئيسي الذي كان يسلكه المهاجرون السوريون للوصول إلى اليونان عبر بحر إيجه، مقابل مساعدات مالية بلغت 3 مليارات أورو لتتمكن تركيا من رعاية حوالي 2.7 مليون لاجئ سوري اضطروا لمغادرة بلادهم هربا من الحرب المدمرة التي تعصف بها.
وبعد إبرام هذا الاتفاق تمكنت أوروبا من وضع حد للتدفق الكبير للمهاجرين عن طريق حدودها الشرقية، لتبقى حدودها الغربية الممر الرئيسي للمهاجرين السريين الذين يصلون إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما أصبح يتطلب، بحسب الحكومة الإسبانية، إبرام اتفاق مماثل مع المغرب، بالإضافة إلى التعاون مع عدد من البلدان الإفريقية المصدرة للهجرة ومساعدة اقتصاداتها الهشة لإيجاد فرص أفضل للشباب الذين يغامرون بحياتهم من أجل الفردوس الأوروبي.