ما أثار المتتبعين للبرامج التلفزية المغربية لهاته السنة، هو حضور كبير للمطربين المغاربة في المسلسلات، من خلال مشاركتهم بأداء أغنية «الجنيريك» لعدة أعمال، فقد سبق، في السنوات الأخيرة، وأطل علينا بعضهم، بشكل محتشم، من خلال سلسلة «ياك حنا جيران « مثلا، التي ارتبطت بأداء الفنانة «الداودية» أو سلسلة «زينة» التي برع فيها عصام كمال، إلا أن هاته السنة تناسلت هذه النوعية من الأعمال و منح العديد من المغنين المغاربة أصواتهم لمسلسلات درامية و فكاهية على السواء، بشكل جد لافت ومفرح للمتلقي. فأغلبية هؤلاء المطربين لهم مكانتهم ومعجبيهم داخل وخارج المغربـ. فرحة تبرزها خاصة التعاليق التي تنشر على موقع «اليوتوب « والتي ترافق الكليبات.
من بين هؤلاء المطربين، نجد دنيا باطمة التي غنت في مسلسل»أوشن» الذي يعرض على القناة الثانية، ثم أسماء المنور التي تغني في مقدمة المسلسل «حي البهجة» الذي يبث في نفس القناة، فضلا عن الشاب يونس الذي يطل من خلال سلسلة «الدرب» التي تعرض على الأولى، وكذلك زكرياء الغفولي الذي أطل في كليب»ماشي بحالهم» السلسلة التي أرجعت خديجة أسد وعزيز سعد الله إلى الشاشة الصغيرة بعد غياب طويل وكذا مجموعة الفناير التي ساهمت في السلسلة الفكاهيىة «اولاد علي» التي تبث في «الأولى» وأيضا عصام كمال الذي يغني ل»عز المدينة» في نفس القناة ، دون أن ننسى خليل كنيش الذي يؤدي جنيريك مسلسل «ماشي بحالهم» والذي سبق وتعرف عليه الجمهور أثناء أدائه لأغنية سلسلة «وعدي» والتي عرضت في رمضان لسنتين على التوالي.
هاته الظاهرة التي انتشرت في مشهدنا الفني التلفزيزني، تذكرنا بتلك التي سار عليها نظيره المصري طيلة سنوات، ومنذ مدة قديمة، والتي جعلت العديد من الأعمال الدرامية المصرية الناجحة تلتصق بأصوات فنانين بارزين، هؤلاء، ازدادوا نجاحا وشهرة وألقوا بظلال نجاحاتهم على المسلسلات التي عملوا بها، بشكل جعل المتفرج العربي في كل أنحاء العالم يرددها ويقبل على تلك الأعمال التلفزية، لأجل هؤلاء الفنانين المحبوبين والمتألقين.
من بين هؤلاء الفنانين نجد محمد الحلو الذي اشتهر بأدائه لمقدمة كل من مسلسل «زيزينيا» و»ليالي الجلمية» ثم علي الحجار في كل من «المال والبنون» و»بوابة الحلواني» وأيضا المغربية سميرة بن سعيد في «ألف ليلة و ليلة» إلخ..
ولعل سبب اختيار القائمين على الأعمال الفنية الدرامية المصرية الإستعانة بخبرة مطربين متميزين، تدخل في إطار رؤية مهنية تهدف الإحاطة بظروف الإنتاج ككل حرصا منها على توفير كل أليات نجاح المسلسلات و التي تكمل الإخراج وأداء الممثلين والسيناريو إلى غير ذلك..وهذا لتجذر تقنيات الصناعة السينمائية بمصر. فهل هذا مبشر بوجود هاجس مماثل لدا العاملين في الشأن التلفزيوني في البلاد
هذا هو السؤال المطروح خاصة مع حملة الغضب التي انطلقت من كل جانب من طرف الجمهور المغربي و التي تستهدف البرامج الرمضانية لهاته السنة على القناتيىن الرسميتين على السواء..