شهد المركز الجهوي لتحاقن الدم بالدار البيضاء، اليوم الأحد، إقبالا كثيفا من لدن فعاليات مدنية سارعت إلى التبرع بالدم،
مساهمة منها في سد الخصاص الذي تعاني منه البلاد في هذه المادة الحيوية. فمنذ الصباح، توافدت إلى المركز أعداد مهمة
من الفاعلين المدنيين، شملت رياضيين ومهنيي نقل ومهندسين معماريين ومستخدمين، تلبية لنداء الوطن، واستجابة
للنداءات المتواصلة التي وجهها المسؤولون بالمركز للمواطنين لحثهم على التبرع بالدم، قصد مواجهة الخصاص الكبير الذي
تعاني منه أبناك الدم داخل المملكة، وخاصة بمدينة وجهة الدار البيضاء الكبرى، التي تعرف طلبا كبيرا على هذه المادة.
وجرت عملية التبرع في احترام تام وصارم للتدابير الاحترازية والوقائية المعتمدة للحماية من الإصابة بعدوى
فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 من احترام للمسافة القانونية بين الأشخاص، ومعايير السلامة الصحية
المطلوب توفرها في مثل هذه الحالات، إلى جانب حضور مميز لعناصر القوات العمومية التي كان لها
دور كبير في تنظيم هذه العملية. وعن هذه المبادرة المدنية، التي تنم عن حس وطني عال،
أوضح رئيس المجلس الجهوي لهيئة المهندسين المعماريين بجهة الوسط محمد كريم السباعي،
أن المجلس، الذي يضم جهة الدار البيضاء سطات وأقاليم بني ملال وأزيلال والفقيه بنصالح وخريبكة،
و عبأ كل الإمكانيات والطاقات لتحفيز المهندسين المعماريين على الاستجابة لهذه المبادرة الإنسانية والتضامنية والمواطنة.
وقال إننا «كلنا معنيون، وفقط تعبئة حقيقية والتزام أكيد من الجميع يمكن أن يساهم في تعزيز المخزون المتوفر من الدم،
الذي يتراجع يوما بعد يوم، وبذلك سننجح في إنقاذ أرواح كثيرة». وأكد أن هذه المبادرة من المهندسين المعماريين، الذين ناهز عددهم المائة شخص،
تجسد رغبة جماعية في أداء واجبنا، وهو واجب إنساني قبل أن يكون وطنيا ، وهي تعبير من أسرة المعماريين، التي فقدت أحد أفرادها بسبب
وباء فيروس كورونا المستجد، عن تضامنها الدائم مع كل فئات المجتمع، والتزامها القوي ومساندتها للجهود الوطنية الرامية إلى القضاء على هذه الجائحة.
وإلى جانب المهندسين المعماريين، عرف المركز حضور مهنيي النقل العمومي ممثلين في سائقي سيارات الأجرة، الذين كانوا حريصين جدا على تأكيد وقوفهم
إلى جانب كل مواطن وجد نفسه في حاجة ماسة إلى
الدم لإنقاذ حياته أو حياة أحد أقربائه وهو ما يؤكده رئيس جمعية الكرامة للسائق المهني شعبان مصطفى، حيث أبرز أن عملية اليوم هي الثانية من نوعها،
بعد عملية أولى قام بها السائقون المهنيون الذين يشتغلون في الفترة النهارية مع بداية دخول البلاد مرحلة الحجر الصحي، وكانت قد عرفت مشاركة
مكثفة من قبلهم وأضاف أن ‘مبادرة اليوم تشمل حوالي مائة سائق من السائقين الذين يشتغلون خلال الفترة الليلية، الذين أبوا، ورغم الظروف
التي تعيشها البلاد بعد تفعيل حالة الطوارئ الصحية، إلا أن يساهموا، على غرار زملائهم، في هذه البادرة الوطنية والإنسانية’،
معربا عن ‘انبهاره القوي’ بالتجاوب الكبير الذي أبان عنه زملاؤه من السائقين، ومؤكدا أنه ‘لم يكن يتوقع هذا الإقبال المكثف من لدنهم، والذي فاق كل التوقعات».