تأكد بالملموس أن بعض فصائل «إلترات» الفريق العسكري غاضبة من تسيير الرئيس المنتدب الكولونيل، أبو بكر الأيوبي، الذي أصبح حاضرا، وبقوة، في كل الشعارات واللافتات التي ترفعها هذه الفصائل، سواء خلال الموسم الحالي، أو عندما كانت المدرجات مغلقة بسبب الجائحة، حيث كانت وسائل التواصل الاجتماعي فضاء للتعبير عن هذا الغضب.
ويؤكد هذا التوتر بأن بين الإدارة وبعض فصائل «الإلترات» عداوة «هيكيلية» تؤججها النتائج السلبية، ولا تخفيها النتائج الإيجابية، التي يمكن أن تسعد الجماهير في ذات اللحظة، ولكنها تكون غير قادرة على إطفاء غضبها واحتجاجاتها.
وتحمل فصائل «الإلترات» الغاضبة كل مشاكل الفريق العسكري إلى الكولونيل «الايوبي» بصفته رئيسا منتدبا لفرع كرة القدم، وتنتقد طريقة تسييره والانتدابات التي يرى الغاضبون أنها لم ترق إلى مستوى التطلعات، وأنها لن تستطيع العودة بالفريق إلى مرتبة «الزعيم» التي افتقدها منذ سنين.
ويشكل غضب الجماهير ضغطا قويا على المدرب وعلى بعض اللاعبين، وهو ما سيكون له دور سلبي، على مسار الفريق الذي يسعى إلى إنهاء بطولة هذا الموسم، في مرتبة تمكنه من لعب إحدى المنافستين الإفريقيتين.
وكانت إدارة الفريق العسكري ستكون بعيدة عن الاتهامات، لو أبعدت ميزانية الفريق عن السرية العسكرية، ليعرف الكل ما تتوفر عليه الإدارة من إمكانيات مالية، وللوقوف على حجمها، ومدى قدرتها على تحقيق حلم الطامحين، أم أنها ميزانية جد عادية، ولا ترقى إلى ميزانية الأندية التي تبحث كل موسم على درع البطولة، من خلال التعاقد مع لاعبين من المستوى العالي.
ويعيش الإعلام الرياضي أيضا صعوبات للوصول إلى معلومات عن مايدور داخل اجتماعات المكتب التنفيذي للفريق، لأن ولوج الصحفي الرياصي إلى مركز الفريق بالمعمورة، يعد من سابع المستحيلات، كما أن الصحافة الرياضية لا تتوصل بما يشفي غليلها من معلومات، وما يتم الحصول عليه في بعض الأحيان يأتي على شكل بلاغات تُسند إلى «مكونات الجيش الملكي»، وليس إلى إدارة الفريق ولا تتوفر فيها شروط البلاغ الرسمي، ويكون غالبا الهدف من البلاغ المنشور تأكيد أو نفي شيء وقع داخل أسوار المركز، ولا أحد من الصحافة كان على علم به، وكل صحافي طالب بأن تكون البلاغات رسمية ومعروف مصدرها، يتم أيضا تهميشه من طرف المسؤولين عن الإعلام داخل الفريق العسكري، وقد يصل الأمر إلى حذفه من المجموعة الخاصة بالخلية الإعلامية داخل فريق الجيش الملكي، وهذا ما حصل مع جريدة «الإتحاد الاشتراكي» بعد أن رفضت أن تنسب بلاغا للمكتب المسير للفريق، لأنه لا يحمل أي خاتم، ويتكلم باسم مكونات الفريق، من دون تحديد من هي هذه المكونات، وكان لمجموعة من الإذاعات المتخصصة في الرياضة نفس الملاحظة.
الآن وفي ظل الحق في المعلومة، أصبح مفروضا على إدارة الفريق التعامل بشفافية مع الإعلام الرياضي، عبر التواصل المباشر، وعبر تسهيل دخوله إلى مركز المعمورة الرياضي، التابع لفريق الجيش الملكي، والذي وللأسف يتم فيه تطبيق الإجراءات المشددة المطبقة على الثكنات العسكرية.