«إلى أين تسير السينما المغربية: إشكالية الإبداع».. تفتتح أنشطة الدورة 21 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة

 

افتتحت مساء الجمعة، الماضية 28 فبراير الماضي فعاليات الدورة الواحدة والعشرين للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، التي تستمر إلى غاية 7 مارس المقبل.
وتميز حفل الافتتاح الدورة بفقرة «في الذاكرة» التي تستحضر أسماء فنية ومهنية سينمائية كبيرة غيبها الموت خلال السنة الماضية 2019، من قبيل الممثلين أمينة رشيد و عبد لله العمراني وعزيز موهوب والمحجوب الراجي ومحمد خدي ومحمد بوغابة وأحمد الصعري..
وبالمناسبة قال وزير الثقافة والشباب والرياضة، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الحسن عبيابة، في كلمة بالمناسبة، تليت نيابة عنه، أن هذا المهرجان يعتبر مناسبة هامة بالنسبة للجمهور للتعرف على حصاد سنة كاملة من الإنتاج السينمائي المغربي، وفرصة سنوية للتواصل وتبادل الآراء بين الفنانين والمهنيين وصناع السينما، فضلا عن كونه يشكل مناسبة للتباري حول أجود الأعمال السينمائية الوطنية..
بعد ذلك تم تقديم أعضاء لجنة التحكيم للفيلم الطويل برئاسة المنتجة الفرنسية، ماري بالدوشي، و لجنة تحكيم الفيلم القصير برئاسة فانسون ميليلي، مدير المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش ولجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل الوثائقي برئاسة المخرجة المغربية هند بن صاري. كما تم بالمناسبة أيضا تكريم المخرج الراحل محمد التازي بن عبد الواحد، خلال حفل افتتاح المهرجان بعرض فيلمه الطويل «أمينة» الذي أنجزه سنة 1980.
هذا، وكانت أولى أنشطة الدورة السينمائية الجديدة بعد حفل الافتتاح، بطنجة حول موضوع: «إلى أين تسير السينما المغربية: إشكالية الإبداع»، وذلك صباح أول أمس السبت، أبرز فيها نقاد ومخرجون مغاربة، وهم المخرج محمد مفتكر والمخرج سعد الشرايبي و المخرج محمد الشريف الطريبق والمخرج نور الدين لخماري و المخرجة أسماء المدير والمخرج معدان الغزواني، والنقاد السينمائيين نور الدين أفاية، وعمر بنخمار، وحمادي كيروم ، وخليل الدامون..، أهمية السيناريو في العملية السينمائية باعتباره عنصرا أساسيا وأوليا ينطلق منه مشروع الفيلم، داعين إلى تطويره من خلال إيلاء المزيد من الاهتمام لمجال كتابة السيناريو والابتعاد عن المواضيع والأفكار المستهلكة. وأكدوا أن كاتب السيناريو يجب أن يتوفر على الموهبة والخيال الواسعين ليقدم عملا إبداعيا يكون البناء الدرامي فيه متوازنا وسليما ويسهل بالتالي تحويله إلى فيلم متميز. وأبرزوا في هذا الإطار أن المشكل الأساسي الملحوظ على مستوى كتابة السيناريو يتمثل في الوقوع في فخ النمطية، حيث تعرض على المخرجين أحيانا سيناريوهات تفتقد للإبداع والتنوع، وتكون بمثابة نسخة لما أنتج من قبل سواء من حيث الأفكار أو الشكل، وأيضا على مستوى القصة والشخصيات، وبالتالي تكون غير مقنعة. واعتبروا، في هذا الصدد، أن هذه النمطية تفقد جوهر الإبداع لأنها تعاني من السطحية وتفتقر إلى العمق والمهنية والتناسق.
كما اعتبروا أن كتابة السيناريو لها معايير وقواعد يجب احترامها، من بينها الكتابة وإعادة الكتابة، والتي يجب أن تتم أحيانا عبر عمل جماعي ومع متخصصين ضمن ورشات للكتابة، مشيرين إلى أن هذه القواعد الصارمة لكتابة السيناريو تبقى ضرورية رغم تمرد بعض السينمائيين عليها لأنهم يعتبرونها مقيدة للإبداع.وأكد المشاركون على ضرورة الملاحظة والبحث والتفكير والمناقشة خلال مراحل إنجاز الفيلم سواء تعلق الأمر بالسيناريو أو الإخرج أو أي عنصر من عناصر العملية الإبداعية من أجل تقديم عمل في مستوى جيد يلقى صدى لدى المشاهد، ويتم ذلك من خلال تحويل المشاعر والأفكار إلى أفعال وأحداث يمكن مشاهدتها في قالب فني بأسلوب متميز.
وبهذه المناسبة، دعا السينمائيون المغاربة إلى إيلاء مزيد من الاهتمام للسيناريو ليتميز بروح إبداعية، موضحين أن المغرب كغيره من الدول لا يفتقر إلى الموهوبين في هذا المجال، بل هناك نقص على مستوى كتاب السيناريو القادرين على ترجمة فلسفة ورؤية المخرج للفيلم، الشيء الذي جعل بعض المخرجين المغاربة يعتمدون على أنفسهم في كتابة سيناريوهات أفلامهم، مشددين على ضرورة تجاوز أساليب الكتابة التي تفتقد إلى التميز والإبداع والاجتهاد أكثر في هذا المجال.


الكاتب : «الاتحاد الاشتلااكي»- وكالات

  

بتاريخ : 02/03/2020