اعتبر ائتلاف دنيا لمنع تزويج الطفلات أن الأرقام التي أعلن عنها وزير العدل عبد اللطيف وهبي بخصوص تراجع نسبة تزويج الطفلات بحوالي 65% خلال سنة 2024، لا تعكس الحجم الحقيقي للظاهرة، محذرا من استمرار ممارسات الزواج بالفاتحة بشكل واسع في القرى والمناطق الهامشية.
الائتلاف أوضح في بيان له أن هذا الشكل غير الموثق من الزواج ما يزال قائما بوتيرة مقلقة، ويعرض آلاف الطفلات للحرمان من حقهن في التعليم والطفولة والحياة الكريمة، مشيرا إلى أن الظاهرة مرتبطة أساساً بالهدر المدرسي والأزمة الاقتصادية والاجتماعية.
وحسب معطيات رسمية، غادرت أكثر من 300 ألف تلميذة مقاعد الدراسة خلال الموسم الدراسي 2022 – 2023، من بينهن 113 ألفا و777 فتاة، وهو ما يخلق أرضية خصبة لاستمرار تزويج القاصرات. كما أن هشاشة العديد من الأسر بسبب البطالة وغلاء المعيشة تدفع بعض العائلات إلى تزويج بناتها دون 18 عاماً لتخفيف الأعباء المالية.
وفي هذا السياق، شدد ائتلاف دنيا على ضرورة الإلغاء التام لزواج الطفلات دون استثناء، على غرار التجارب المقارنة في المنطقة، مستشهدا بالقانون الكويتي الذي دخل حيز التنفيذ في مارس 2025، والذي يمنع أي زواج لمن هم دون 18 سنة.
وطالب الائتلاف بسياسات وقائية تضع المصلحة الفضلى للطفلات في صلب الأولويات، عبر ضمان تعليم جيد ومنصف، وتوفير بنيات تحتية تربوية واجتماعية بالمناطق القروية والهامشية، وتحسين الوضعية الاقتصادية للأسر من خلال برامج دعم اجتماعي مباشرة، إلى جانب فرض إجراءات قانونية صارمة لمنع أي زواج خارج القانون، بما في ذلك زواج الفاتحة.