من بين 46 فيلما مرشحا، اختارت لجنة الإنتقاء، المعينة من طرف إدارة مهرجان واد نون السينمائي السابع، خمسة عشر فيلما قصيرا، للتباري على الجوائز الثلاث للمسابقة الدولية للأفلام الروائية القصيرة، أمام لجنة تحكيم مغربية الأعضاء يترأسها المخرج محمد الشريف الطريبق وتضم إلى جانبه الممثلتين نورا الصقالي وسعاد خيي.
الأفلام المتبارية على الجائزة الكبرى للمهرجان وجائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أفضل موهبة سينمائية صاعدة، أكثر من نصفها من المغرب (تسع أفلام) والباقي من البلدان العربية التالية: العراق (ثلاثة أفلام) وسوريا (فيلم واحد) والجزائر (فيلم واحد) ومصر (فيلم واحد). وهذه الأفلام هي: «آيس كريم» لمحمد عصام أبو العينين من مصر، «نعم» لمطاعي مايا أحلام من الجزائر ، «على سطح دمشق» لمهند كلثوم من سوريا، «هفاف» لحسين حافظ لعيبي و«البنفسجية» لباقر الربيعي و«اعترافات» لأحمد جبار من العراق، «اكتئاب عميق» لنجيب الأسد و«حالة طبيعية» لمحمد تسكمين و«حبوب منع الحلم» لعصام دوخو و«هذا ليس أبيض ، هذا ليس أسود ، هذا شيء آخر» لمنير علوان و«الوشم» لفاطمة أكلاز و«الممسوحون.. البداية» لحكيم القبابي و«أمازيغي» لمصطفى الكوش و«الميساج» لمحمد الشباني من المغرب.
وتعرض الحصة الأولى من أفلام المسابقة الرسمية بقصر المؤتمرات (مركز الإستقبال والندوات) مساء يوم الجمعة 12 يناير الجاري بين الخامسة والثامنة، وتعرض الحصة الثانية منها بنفس الفضاء يوم السبت 13 يناير من السادسة والنصف مساء إلى الثامنة والنصف. كما تنظم جلسة لمناقشة أفلام المسابقة الرسمية صباح يوم الأحد 14 يناير بمركز الاستقبال والندوات من التاسعة والنصف إلى العاشرة والنصف بحضور مخرجيها أو من ينوب عنهم .
هذا، وتجدر الإشارة إلى تم تكريم كل من الممثل والمخرج السلاوي محمد عاطفي (71 سنة) والممثلة المسرحية والتلفزيونية والسينمائية سعاد صابر (68 سنة) لتكريمهما في حفل افتتاح الدورة السابعة لمهرجان واد نون السينمائي بمدينة كلميم، مساء أمس الخميس، وعلمنا من إدارة المهرجان أن الممثل القدير صلاح الدين بنموسى سيلقي شهادة في حق زميلته في المهنة الفنانة سعاد صابر، في حين سيلقي الأستاذ عبد الرحمان الكرومبي شهادة في حق صديقه المخرج والممثل السينمائي والمسرحي والتلفزيوني محمد عاطفي.
من صدف هذا التكريم أن عاطفي وصابر شاركا معا كممثلين في الفيلم التلفزيوني «حفيد الحاج» (2015) من إخراج رشيد الوالي ، الذي سيكون حاضرا لإلقاء درس حول تجربته الفنية لفائدة شباب المنطقة وضيوف المهرجان، كما أن المكرمة سعاد سبق لها أن شاركت في بعض أعمال عاطفي التلفزيونية كمخرج، نذكر من بينها مسلسلي «وفاء» (1989) و«المصابون» (1999) وفيلم «حكاية زروال» (2006) الذي شخص دور البطولة فيه المخرج نفسه…
وهذه بعض الأضواء على المسيرة الفنية لمكرم واد نون، حيث لا يمكن لمتتبعي الدراما التلفزيونية المغربية نسيان المسلسلات والأفلام الكثيرة التي وقعها المخرج القدير محمد عاطفي، المزداد بمدينة سلا يوم 11 يوليوز 1947، وشارك في بعضها أيضا كممثل أو كاتب سيناريو أو مدير إنتاج.
يكفي أن نشير إلى عناوين مسلسلاته الإجتماعية المشهورة، «سرب الحمام» و«ظلال الماضي» و«الوصية» و«المصابون» و«الطريدة»و«من الحياة صورة» و«إنسان في الميزان» و«راضية» والجزء الأول من «الأبرياء»، لندرك حجم الجهد الذي بذله في إنجازها لفائدة القناتين الأولى والثانية، رغم ظروف إنتاجها الصعبة أحيانا، ونقف على الفرص الكثيرة التي أتاحها لممثلين شباب كانوا في بداياتهم الأولى وأصبحوا الآن نجوما في السينما والتلفزيون والمسرح ببلادنا.
فمن هذه المسلسلات، التي تناولت العديد من المظاهر والقضايا الإجتماعية في قالب فني جد مقبول وتجاوبت معها بالمتابعة المكثفة شرائح اجتماعية عديدة، ومن أفلامه«حلم وتوبة» و«غريب في الحي» و«حكاية زروال» و«بطاقة» و«حصاد الخطيئة» و«الحل بيديك» و«ذات مساء» و«الوقاية أساس»، ومن سكيتشاته (عددها 30) وكليباته (عددها 45) وغيرها من الأعمال، تخرجت أجيال من الممثلين والممثلات كرشيد الوالي وهدى الريحاني وفاطمة خير وعبد الكبير الركاكنة والقائمة طويلة …
فمحمد عاطفي، الذي مارس التشخيص كهواية منذ طفولته واستفاد من العديد من التداريب داخل الوطن وخارجه، ثم زاوج بين التشخيص في أعماله وأعمال غيره وبين الإخراج التلفزيوني بشكل خاص، تعلم الشيء الكثير بالممارسة والمشاهدة والإطلاع على أدبيات الفنون والعلوم، وساعدته مهنة التدريس التي مارسها في فترة من حياته في إدارته للممثلين والانفتاح على آراء وملاحظات واقتراحات العاملين معه في مختلف أعماله الفنية.
شارك محمد عاطفي كممثل في أعمال مسرحية وسينمائية وتلفزيونية مغربية وعربية وأجنبية عدة، وأخرج خمسة أفلام قصيرة ومتوسطة الطول لفائدة المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا، كما أخرج ملحمة مسرحية وطنية بعنوان «ربيع مملكة» شارك فيها مطربون (محمود الإدريسي، فؤاد الزبادي، محمد الغاوي، أمل عبد القادر، محمد العنبري، حاتم إدار …) وملحنون (شكيب العاصمي، عز الدين منتصر، عزيز حسني..) وممثلون (فاطمة بوجو، سعيد عاطفي..) قدمت بمسرح محمد الخامس.
وقبل امتهانه الإخراج والتشخيص بشكل رسمي، استغل محمد عاطفي، معلم اللغة العربية لفائدة أبناء جاليتنا المقيمة بفرنسا، تواجده بالديار الفرنسية من 1975 إلى 1982 ضمن بعثة ثقافية مغربية، للنهل من معين الثقافة المسرحية عمليا ونظريا والحصول من معهد الموسيقى والمسرح بمدينة آميان على شواهد في المسرحين الكلاسيكي والعصري وفي فن الإلقاء والقراءة المباشرة، كما حصل على شهادة تدريب في الإخراج التلفزيوني والسينمائي من مؤسسة الإذاعة والتلفزة الفرنسية.
ولعل هذا التكوين الفني المتنوع هو الذي أهله للإشتغال بفرنسا كممثل مسرحي محترف ومساعد مخرج لمدة خمس سنوات. وبعد عودته إلى أرض الوطن شارك كممثل في العديد من المسرحيات صحبة الفرقة الوطنية للمسرح، كما كتب نصوص مجموعة من الأعمال الدرامية تم بثها بالإذاعة والتلفزة المغربية منها «الحجرة رقم 47»، «حصاد الخطيئة»، «من وراء النافذة»، «وحيد»، «البركة في العكاز»، «اللي ليها ليها»، «زايد ناقص»، «وعاد الأمل»، «الوصية»، «حلم وتوبة»، «مبارك ومسعود»، «الشبكة»، المسلسل الإذاعي «كمل من عقلك»… وأخرج بعض البرامج التلفزيونية، من بينها «ليالي زمان» (40 ح) و«جسور»، وأكثر من 25 سهرة عمومية وما يفوق 75 أغنية صورت باستوديو التلمساني بالقناة الأولى …
أول وقوف لمحمد عاطفي كممثل أمام كاميرا السينما كان في الفيلم الروائي الطويل الأول لقيدوم السينمائيين المغاربة لطيف لحلو «شمس الربيع» (1969) إلى جانب حميدو ومحمد الكغاط وعائد موهوب رحمهم لله، وبعد هذا الفيلم جاءت مشاركات أخرى في أفلام مغربية وفرنسية وأمريكية وإيطالية وألمانية وغيرها نذكر منها على سبيل المثال «ريح التوسانت»(1989) للمخرج الفرنسي جيل بيهات و«طبول النار» أو«معركة الملوك الثلاثة» أو«فرسان المجد»(1993) لسهيل بنبركة و«فيها الملح والسكر وما بغاتش تموت» (2000) لحكيم نوري و«منى صابر» (2001) لعبد الحي العراقي و«جنة الفقراء»(2002) لإيمان المصباحي و«ريح البحر» (2007) لعبد الحي العراقي و«القدس باب المغاربة» (2010) للراحل عبد لله المصباحي …
ابتداء من الغد الجمعة … عرض خمسة عشرا فيلما قصيرا المتبارية في المسابقة الدولية لمهرجان واد نون السينمائي السابع
بتاريخ : 11/01/2018