اتخذت من علاقة امرأة -رجل مجالا فنيا لمناقشة علاقة الصورة والتصور .. عرض مسرحية «نقوش على الخواء» بالمركب الثقافي الحي المحمدي

التقى مساء الخميس الماضي ، جمهور الحي المحمدي والدار البيضاء مع عرض جديد لمسرحية (نقوش على الخواء) لفرقة مسرح الأبيض والأسود بالمركب الثقافي الحي المحمدي ،حيث قدمت المسرحية، التي حضرها مجموعة من المسرحيين والمتابعين للشأن المسرحي ببلادنا ، صياغة درامية متميزة للمسافة الفاصلة بين التصور والصورة من خلال فشل رسام في إنجاز بورتريه سيدة تنتظر في مشغله منذ ثلاثين سنة دون جدوى .
هذا الانتظار العبثي الذي يقابله نقاش طويل حول نجاح الفنان الإيطالي النهضوي دافنشي في رسم لوحة الموناليزا ، فما الذي يحول دون ذلك بين رسام مشتت الأفكار وسيدة ترفض أن تكون صورة لغيرها ؟… سيدة يعطيها الرسام اسما كل يوم في إشارة إلى صعوبة التعرف عليها والتمكن من تأسيس تصور ذهني عنها . اتخذ العرض الديودرامي ،الذي أداه دوريه كل من الرائعين خديجة كندي و عبدالرحمن الشركي وصمم سينوغرافياه وإعداده الموسيقي الفنان محمد أمين كصرى وأنجز إنارته الفنان إلياس موتان ولحن أغاني بياض الفنان عبد الرحيم عمري وأدتها الفنانة سهام المرابط وأشرف على إدارة الخشبة الفنان أسامة كصرى وتكلف بالتوثيق الفنان طارق مستقيم .
اتخذ العرض من علاقة امرأة -رجل مجالا فنيا لمناقشة علاقة الصورة والتصور من خلال سؤال ماهو تصورنا للمرأة في مجتمعنا؟ هذا التصور التي تضع له (بياض) حدود في حوارات من قبيل (لست مستعدة أن أكون تجميعا لكل ما ترسب لديك شموخ جاهلي تهتك عباسي شجاعة ذوات الهمة وحلول سماوي ….) .
تنتهي المسرحية التي كتب نصها وأخرجها المبدع إدريس كصرى بنزول بياض إلى القاعة لتتقاسم مع الحاضرات ضمن الجمهور إطارات (محاولات الرسام الفاشل) وتنظم معرضا تحت عنوان(أنا لوحات أنا جوكاندايا أنا )هذا وقد تلا العرض ، الذي لاقى استحسان الحاضرين ، نقاش عميق لامس كل مفرداته.


بتاريخ : 23/11/2023