احتضان الداخلة لمنتدى المغرب-مجموعة دول الكرايبي دعم قوي لسيادة المغرب على صحرائه ووحدته الترابية

في خطوة أخرى نحو تعزيز مكانة الأقاليم الجنوبية المغربية على الصعيد الدولي، تستعد مدينة الداخلة لاحتضان منتدى بين المغرب ومجموعة دول الكرايبي، كاريكوم، قبل نهاية السنة الجارية.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة، أعلن الأربعاء عن عقد المنتدى الهام، خلال ندوة صحافية مشتركة عقدها مع نظيره وزير الشؤون الخارجية بجمهورية سورينام، ألبيرت رمدين، الذي قام اليوم التالي، بافتتاح قنصلية عامة لبلاده بالداخلة.
وأوضح بوريطة، خلال الندوة الصحفية، أن هذا المنتدى الذي سيجمع بين المغرب و14دولة منضوية تحت لواء (كاريكوم) سيشكل إطارا للتباحث حول مجالات التعاون الإقليمية وتعزيز التنسيق بين هذه البلدان، وذلك في إطار الدينامية التي تشهدها العلاقات بين المغرب ودول منطقة الكاريبي، معبرا عن اعتزاز المغرب بتولي جمهورية سورينام رئاسة هذه المنظمة انطلاقا من شهر يوليوز المقبل، «وبالتالي نتمنى أن ينعقد هذا المنتدى برئاسة سورينام وبدعم من قيادتها ليشكل لبنة أخرى في التعاون بين المملكة المغربية وهذه المنطقة بدولها الـ14».
من جانبه، أكد وزير الشؤون الخارجية بجمهورية سورينام، ألبيرت رمدين، أن بلاده تقدم كل الدعم لاحتضان مدينة الداخلة هذا المنتدى، قائلا إن الأمر يتعلق بمبادرة هامة باعتبار المغرب بوابة عبور نحو إفريقيا.
ومن المرتقب أن يعزز هذا اللقاء الهام، علاقات التعاون القوية بين المغرب ودول الكرايبي، على مختلف الأصعدة، كتتويج للعلاقات الجيدة بين الطرفين، والتي كان من أبرز تجلياتها الدعم القوي الذي تقدم أغلبية دول هذه المجموعة لمغربية الصحراء.
وكما أشار وزير الخارجية ناصر بوريطة، ففي سنة 2009، كانت جميع دول منطقة الكاريبي الـ14 تعترف بالجهورية المزعومة، باستثناء الباهاماس التي كانت تدعم الوحدة الترابية للمملكة، لافتا إلى أنه حاليا 12 من أصل 14 دولة غيرت موقفها وأصبحت تدعم الوحدة الترابية للمغرب وسيادته على أقاليمه الجنوبية، وذلك بفضل التعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس بضرورة تعزيز التعاون مع دول الكاريبي، وكذا بفضل تعبئة كل آليات التعاون الوطنية في إطار التعاون جنوب-جنوب الذي يؤكد عليه جلالته.
ولعل أكبر دليل على متانة هذه العلاقة، فتح قنصلية عامة بالداخلة، نهاية شهر مارس الماضي، تمثل ست دول (أنتيغوا وبربودا، غرينادا، مونتسرات، سانت كيتس ونيفيس، سانت لوسيا، سانت فينسنت وجزر غرينادين) من «منظمة دول شرق البحر الكاريبي»، وهذه الدول هي أيضا أعضاء في مجموعة دول الكرايبي، كاريكوم، وجاءت هذه الخطوة لتؤكد على الدعم المتزايد لمغربية الصحراء.
وتلعب هذه الدول حاليا دورا مهما في مساندة القضية الوطنية في مختلف المنتديات، ومن أبرزها المؤتمر الإقليمي للجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة لمنطقة بحر الكاريبي، الذي انعقد في الفترة من 11 إلى 13 ماي الجاري في كاستريس، بسانت لوسيا، حيث حظي مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل وحيد لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية بدعم قوي وواسع النطاق.
ولقي حضور منتخبين عن الصحراء المغربية ترحيبا واسعا من قبل عدد كبير من الوفود المشاركة في هذا المؤتمر، وهو ما يكرس مشروعيتهما كممثلين منتخبين ديمقراطيا من قبل ساكنة الصحراء المغربية، عقب الانتخابات التي وصفها المراقبون الوطنيون والدوليون بالإجماع على أنها ديمقراطية وحرة وشفافة.
وتؤكد هذه المعطيات أنه في غضون عقد من الزمن، استطاع المغرب كسب مزيد من التأييد لقضيته الوطنية العادلة، خصوصا في أمريكا اللاتينية، التي كانت في السابق مسرحا للدعاية الانفصالية.
ومعلوم أن مجموعة دول الكرايبي، كاريكوم تأسست في سنة 1973 من قبل دول منطقة الكاريبي، لتنسيق السياسات الاقتصادية، والمشاركة في التخطيط للتنمية، وإطلاق المشاريع الخاصة التي تستهدف البلدان الأقل نموا والتعامل مع النزاعات التجارية في المنطقة.
وتأسست هذه المنظمة من خلال معاهدة تشاغواراماس، وكان التأسيس من قبل أربع دول، وفي سنة 1974 عرفت المنظمة انضمام الدول الأخرى، وجاء الغرض من تأسيس هذه المنظمة كذلك لإيجاد سوق مشتركة في منطقة البحر الكاريبي، والتكامل الاقتصادي بين دول المنطقة، وتنسيق السياسات الخارجية، وتعزيز التعاون في جميع المجالات، بما في ذلك التعليمية والثقافية والصناعية والاقتصادية.


الكاتب : عزيز الساطوري

  

بتاريخ : 28/05/2022