شهدت إحدى قاعات فندق بالدار البيضاء، مساء يوم الجمعة 29 أبريل الماضي، ندوة صحفية من تنظيم مؤسسة الفنون الحية، قصد الاعلان عن انطلاق فعاليات الدورة 17 للمهرجان الدولي مسرح وثقافات
هذا وسيتم توزيع أنشطة المهرجان، الذي سيقام خلال الفترة الممتدة ما بين 15 إلى 25 من شهر ماي المقبل، ما بين أماكن مختلفة من فضاء المدينة الاقتصادية، وتتمثل في خشبات كل من: مسرح استوديو الفنون الحية، والمركب الثقافي أنفا، ومسرح محمد الزفزاف، ومسرح محمد السادس.
و رحب نور الدين عيوش، رئيس مؤسسة الفنون الحية، بالحضور الذي لم يكن يتضمن فقط نساء ورجال الإعلام، بل أيضا وجوه فنية، ومن بينها الممثلتان: أمال عيوش و سناء عاصف، كما قام بتقديم المتدخلين في الندوة، وهم: محمد الجواهري، مدير شركة الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات (كازا إيفنت) ، الممثل لأهم شركاء المهرجان ولمدة تقارب ال9 سنوات، على حسب تعريفه، و السوسيولوجي جمال خليل، نائب رئيس مؤسسة الفنون الحية ، وعادل مديح، مدير المهرجان الدولي مسرح وثقافات ، ثم نائب رئيس جهة الدارالبيضاء سطات
وصرح رئيس مؤسسة الفنون الحية، خلال مداخلته، بأن الدورة السابعة عشرة للمهرجان الدولي مسرح وثقافات، التي تتزامن هاته السنة مع إطفاء هاته التظاهرة شمعتها ال20، تمثل علامة بارزة في مسار مؤسسة الفنون الحية، وأضاف أنه “من خلال الاحتفال بمرور 20 عامًا على تواجدها، تؤكد المؤسسة، من جديد، التزام الأعضاء بتنمية الثقافة في المغرب”، وهي رؤية، حسب تعبيره، تتجاوز مجرد تنظيم تظاهرات فنية فحسب، بل تطمح إلى جعل المسرح والفنون المسرحية من ركائز المجتمع المغربي، ووسائل للحوار والتفاهم والتطور الاجتماعي.
وأثناء تقديم بعض من أنشطة برنامج هاته الدورة، وعد عادل مديح، مدير المهرجان الدولي مسرح وثقافات، الجمهور، ببرنامج غني، وأكد أنه سيسلط خلاله الضوء على الفن والثقافات، كما عبر، باسم المنظمين، عن سعادته بالإنجازات التي قامت بها مؤسسة الفنون الحية خلال هذين العقدين، بل استطاعت أن تستمر في هذا الزخم من الإنتاج الإبداعي رفقة شركائهم
من جهته ذكر محمد خليل نائب رئيس مؤسسة الفنون الحية، خلال مداخلته بأهمية التكريم، مشيرا إلى أنه من الأهداف الرئيسية للمؤسسة، وأردف بأن هذه النسخة الخاصة من المهرجان الدولي للمسرح والثقافات تشكل فرصة لتكريم الفنانين الذين ساهموا بشغف وتفان في إثراء المشهد المسرحي المغربي
أما عن تفاصيل البرنامج، فقد استرسل مدير المهرجان، قائلا، بأنه سيكون هناك 10 عروض على الإجمال، من بينها 6 عروض مغربية و 4 أجنبية (ثلاثة منها فرنسية وعرض واحد عبارة عن عمل فرنسي مغربي)، وبالتالي ستتاح للمشاهدين” فرصة الاستمتاع بلقاءات فنية فريدة من نوعها وعروض لأعمال وطنية ودولية، تم اختيارها بعناية من قبل اللجنة المنظمة للمهرجان بالمغرب، خلال زيارتها ككل سنة لمهرجان أفينيون، وسيسلط المهرجان الضوء على الكوميديا الموسيقية بكل تنوعها
وسيفتتح المهرجان فعالياته يوم ال15 من شهر ماي المقبل، بمسرحية تحمل عنوان “الفيجتة” التي تتناول موسيقى العيطة كموضوع لها، وهي من بطولة كل من مريم الزعيمي، السعدية لديب وكمال كاضمي و ذلك بمقر “ستوديو الفنون الحية”
يوم 16 ماي، سيتم عرض مسرحية “لافيراري” وذلك بمسرح محمد السادس بالدار البيضاء، وهي مسرحية من إخراج ياسين أحجام وبمشاركة ثلة من الفنانين المغاربة
وأعلن عادل مديح، أن يوم الجمعة 17 ماي سيتميز بعرض مسرحي بمسرح محمد السادس، لفرقة بيضاوية قحة غابت عن الساحة الفنية كمجموعة، منذ 20 سنة، وهي فرقة “مسرح الحي” التي كانت تجمع ما بين المسرحيين القديرين، عبد الإله عاجل ومحمد فلان
ويوم السبت 18ماي، يضرب المنظمون موعدا مع الجمهور، لمشاهدة مسرح شكسبير بطريقة مختلفة، إذ تدور أحداث القصة بفضاء سيرك
وفي يوم الأحد 19 ماي، بمسرح محمد زفزاف بالمعاريف، سيتم عرض مسرحية “الكليكا”
يوم الثلاثاء 21 ماي ستقدم مسرحية تدور قصتها حول التيتانيك، وذلك بمسرح محمد السادس
يوم الأربعاء 22 ماي، بمسرح “محمد زفزاف بالمعاريف، سيتم عرض مسرحية من بطولة سناء عاصف الممثلة المغربية المقيمة في فرنسا، وذلك بمعية فرقة قادمة من إسبانيا
فضلا عن كل هذا، سيكون ولأول مرة، للمسرح الأمازيغي نصيب ببرنامج هاته الدورة من المهرجان، من خلال مسرحية “إيصوابن” للمخرج حبيب نانو، ستجمع بين مجموعة من “حلايقية” حقيقيين يعملون بساحة جامع الفناء، وذلك يوم الخميس 23 ماي
وصرح مدير المهرجان، بأنه يوجد تعديل ببرمجة يوم الجمعة 24 ماي، إذ كان من المرتقب أن تعرض مسرحية لفرقة من إيران، لكن هاته الأخيرة اعتذرت عن الحضور بسبب الأوضاع السياسية بالمنطقة، غير أن رئيس مؤسسة الفنون الحية، لم يفته أن يسطر بأنه قد تكون هناك مفاجآت خلال فعاليات هاته الدورة.
خلال نفس اليوم، صباحا، سيخصص للأطفال مسرحية موجهة لهم، تتحدث عن العالم الشهير ألبيرت أنشطاين
وأضاف عادل مديح، مدير المهرجان الدولي مسرح وثقافات، أن المهرجان قد أصبح حدثا ثقافيا وحول الدار البيضاء إلى منتدى نابض بالحياة حيث يتم الاحتفاء بالفن المسرحي بجميع أشكاله
وللتذكير، فإن مؤسسة الفنون الحية تم تأسيسها سنة 2004، وتهدف، حسب تقديم أعضائها، لإعادة تأهيل الفن المسرحي وفنون العرض عموما في المغرب، والعمل على جعل المسرح في متناول الجميع، ونشر ممارساته في مختلف الأوساط وكذا تنظيم العديد من الفعاليات والمهرجانات الفنية الوطنية والدولية، وعلى مدار عقدين من الزمن، عملت بإصرار على تعزيز الإبداع المسرحي وتنويع العرض الثقافي وتعزيز ثقافة المسرح والفنون المسرحية. وتسعى المؤسسة، من خلال برنامج الورشات التكوينية ومهرجاناتها السنوية ومبادراتها الفنية، إلى جعل المسرح عنصرا أساسيا في التعبير الثقافي وأداة للحوار والتغيير المجتمعي. وهي تواصل العمل من أجل مغرب تكون فيه الفنون الحية جزءًا لا يتجزأ من حياة كل مواطن، مما يساهم في الإثراء الشخصي والأسري والوطني من أسمى أهدافها الرفع من مستوى المسرح في المشهد المغربي،
نقاشات الحضور لم تخل من أهمية بحيث تمت إثارة موضوع يخص دعم الأعمال المسرحية المغربية في الخارج أيضا وضرورة إيلاء هذا الموضوع أهمية من طرف الدولة وبشكل رسمي، نقاش أغنته كل من الفنانتين أمال عيوش وسناء عاصف انطلاقا من تجربتهما الشخصية ،