الدب الروسي يبحث عن موقع قدم اقتصادي في شمال إفريقيا انطلاقا من مراكش
بعد دورة أولى في كيب تاون بجنوب إفريقيا أبريل الماضي، اختار بنك الأعمال الروسي “رينيسنس كابيتال” مدينة مراكش لتنظيم الدورة الثانية لمؤتمر المستثمرين في شمال إفريقيا، خلال يومي الأربعاء والخميس المقبلين، والتي سيشارك فيها مستثمرون من آسيا وأوروبا وإفريقيا تناهز قيمة إجمالي أصولهم الاستثمارية عبر العالم 2 مليار دولار.
ويندرج تنظيم هذا المؤتمر في سياق التوجه الجديد لروسيا الهادف إلى تعزيز حضوره الاقتصادي في القارة الإفريقية وعدم ترك المجال فارغا أمام الصين وتركيا. وفي هذا السياق، يشكل بنك الاستثمار “رينيسنس كابيتال”، المعروف اختصارا ب “رينكاب”، والذي يمتلكه الملياردير الروسي ميخائيل بروخوروف، إحدى الأدوات الرئيسية لهذه المقاربة الروسية الجديدة.
وبدأ اهتمام “رينكاب” بمنطقة الشمال الإفريقي في 2017. وفي سعيه لإيجاد موقع قدم في المنطقة وضع نصب عينيه في البداية الجزائر ومصر، بحكم العلاقات التاريخية، وكونهما معا يمثلان حوالي نصف التجارة الروسية مع المنطقة. غير أن الأوضاع في الجزائر لم تكن ملائمة.
وفي القاهرة تقدم “رينكاب” بطلب لافتتاح فرع محلي بهدف جعله نقطة انطلاق عملياته في شمال إفريقيا. وتم افتتاح الفرع خلال 2018 بعد موافقة السلطات المصرية.
غير أن “رينكاب” اختارت في أبريل الماضي جنوب إفريقيا لتنظيم الدورة الأولى لمؤتمر المستثمرين في شمال إفريقيا، الذي تراهن عليه لإعطاء دفعة قوية لحضورها بالمنطقة من خلال ربط العلاقات مع مجتمع الأعمال المحلي. وتركز موضوع الدورة الأولى حول مصر وآفاق نمو الاقتصاد المصري في سياق الإصلاحات الكبرى الجارية في القاهرة على المستوى الاقتصادي.
وبعد أقل من عشرة أشهر أعلن “رينكاب” عزمه تنظيم دورة ثانية لمؤتمر المستثمرين في شمال إفريقيا في مراكش خلال يومي 22 و23 يناير الحالي، والتي وضعها تحت شعار “التنافسية والتصنيع في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط”، ودعا لها مستثمرين ومؤسسات استثمارية من جزر موريس وسنغافورة وجنوب إفريقيا والسويد وسويسرا والإمارات العربية وبريطانيا وأميركا.
وأوضح عامر هلال، الرئيس المدير العام ل”رينكاب” شمال إفريقيا، أن اختيار مراكش نابع من الأهمية التي يوليها بنك الأعمال الروسي لمسألة التصنيع، إذ يتوفر المغرب هلى مخطط نموذدي للتصنيع والذي أعطى أكله في العديد من المجالات الصناعية كصناعات السيارات والطائرات والنسيج والألبسة والصناعات الغذائية. وأضاف “يعد المغرب من أكثر بلدان المنطقة استقرارا سواء من الناحية السياسية أم من اناحية الاقتصادية وآفاق النمو، إضافة إلى مساره المتميز في مجال التصنيع. وفي هذا السياق، نتوقع أن يعرف المغرب نموا بين 4 و6 في المائة خلال الأعوام القادمة، الشيء الذي سيوفر فرصا جيدة للمستثمرين”.
وأشار هلال إلى أن مؤتمر مراكش سيعرف تنظيم حوالي مائة موعد أعمال بين مستثمرين دوليين ورجال أعمال وشركات من المغرب ومصر لبحث فرص الشراكات والاستثمار في مجالات نشاط تناهز ذ0 قطاعات اقتصادية، منها الصناعة والصحة والخدمات المالية والتجارة.
وسيعرف المؤتمر أيضا تنظيم ندوة حول موضوع “مواكبة التصنيع في إطار مقاربة جديدة للنمو الاقتصادي”، وبالإضافة إلى مناظرة بين عبيد عمران، الرئيس المدير العام للصندوق السيادي المغربي إثمار الموارد، وأيمن سليمان، رئيس الصندوق السيادي المصري، حول دور الصناديق السيادية في التنمية الاقتصادية.
ويعتبر بنك الأعمال “رينكاب” إحدى الأدوات المالية الأساسية للتوسع الروسي في الأسواق الأسواق الناشئة والمبتدئة، وله مكاتب في لندن وموسكو ونيويورك وجوهانسبرغ ولاغوس ونيروبي ودبي ومصر. ويدور رينكاب في فلك الإمبراطورية المالية لرجل الروسي ميخائيل بروخوروف (52 سنة)، والتي تشمل استثمارات متنوعة في الخدمات المالية والمعادن النفيسة والصناعة والطاقة ووسائل الإعلام.