وجد عدد من المرضى المصابين بداء السل أنفسهم بدون دواء خلال الأيام الأخيرة، إذ تعذر على البعض الحصول على الدواء الذي يخصهم من المراكز الصحية العمومية المختصة بمتابعة مرضى السل، في حين تمكنّ آخرون من تسلّمه بعد قيام بعض المسؤولين المختصين وبمبادرة منهم بربط الاتصال بزملاء لهم قصد تدبر كمية محدودة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وضعية تتعلق بأحد أنواع أدوية السل، إذ في الوقت الذي يتم فيه تسليم المرضى دواء رباعي التركيبة، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي»، فإن آخرين قد يتعرضون لبعض الأعراض الجانبية، المتمثلة في السعال أو تبعات هضمية أو الإرجاع والقيء، الأمر الذي يفرض على المسؤولين عن المتابعة الطبية إيقاف الدواء الرباعي، واستعمال الأدوية الأربعة كل نوع على حدة، لتحديد الدواء الذي قد يكون تسبب في تلك المضاعفات، ومن بين هذه الأدوية الأربعة هناك دواء أصبح منعدما في الكثير من المراكز الصحية، مما يطرح أكثر من علامة استفهام بشأن كيفيات التخزين وطريقة تدبير الصيدليات لمخزونها، ضمانا لتمكين المرضى في حال احتياجه منه.
مصادر طبية نبّهت إلى الوضع الذي تعيشه بعض المراكز الصحية، ودعت الوزارة إلى التدخل من أجل توفير الدواء، وكل الأدوية الضرورية لعلاج المرضى، في الوقت الذي أكد فيه مهنيون آخرون، أن الدواء المتحدث عنه، لا يمكن اقتناؤه بالاعتماد على نسب المرضى والسعي لكي يكون متوفرا لكل مريض، بالنظر إلى أن السائد هو توفير الدواء الرباعي، بناء على التوقعات القبلية، في حين يشكل العلاج الفردي باعتماد كل نوع من الأدوية استثناء وعند الضرورة التي تفرضها المضاعفات الجانبية. وشدّدت المصادر الصحية الأخيرة على أن هذا لا يلغي أن تدبير الأدوية يجب أن يكون عقلانيا ورشيدا، وأن يتم ترقب الخصاص بشكل مبكر لتلافيه، وهو ما يطرح سؤال الحكامة والنجاعة، مبرزة على أن هناك أدوية تخص مرضى يعانون من أمراض أخرى كالربو، على سبيل المثال لا الحصر، الذين عانوا قبل مدة سعيا وراء الحصول على بخاخ لم يكن متوفرا، فضلا عن أدوية تتعلق بأمراض أخرى.